اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 114
سبحان الله!!
والله لا يحدث هذا إلا بسبب صدق الإيمان.
ومحال أن يتم إلا لله سبحانه وتعالى.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه فقلن: ما معنا إلا الماء, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضيف هذا"؟
فقال رجل من الأنصار: أنا. فانطلق به إلى امرأته فقال لها: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني.
فقال: هيئي طعامك، وأصبحي سراجك، ونومي صبيانك، إذا أرادوا عشاء، فهيأت الأم طعامها، وأصبحت سراجها، ونومت صبيانها، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان بصوت يصدرونه، وباتا طاويين فلما أصبح غدا الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له صلى الله عليه وسلم: "ضحك الله الليلة -أو عجب- من فعالكما" [1].
فأنزل الله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} .
ولم يكن المهاجرون أقل مروءة، وإخلاصًا، وحبًا من الأنصار، لأنهم بعدما استقروا، وعرفوا طرق العمل، وأتتهم الدنيا ردوا لإخوانهم الأنصار ما أخذوه منهم.
- عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من قتال أهل خيبر، وانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم، التي كانوا منحوهم إياها من ثمارهم[2].
- يقول أنس: فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمي عذاقها الذي أخذته من أم أيمن وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن مكانه من حائطه[3]. [1] صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار باب ويؤثرون على أنفسهم ج6 ص154 ط الأوقاف. [2] صحيح البخاري كتاب الهبة باب فضل المدينة ج4 ص347. [3] تكملة الحديث السابق.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 114