اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 100
إلى الباب الذي يلي باب النبي صلى الله عليه وسلم.
ورأيت بيت أم سلمة وحجرتها من لبن فسألت ابن ابنها: من بناها؟
فقال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة دومة الجندل بنت أم سلمة حجرتها بلبن، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى اللبن فدخل عليها فقال: ما هذا البناء؟
فقالت: أردت يا رسول الله أن أكف أبصار الناس.
فقال: "يا أم سلمة إن شر ما ذهب فيه مال المسلمين البنيان" [1].
وعن الحسن البصري قال: كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، في خلافة عثمان بن عفان، فأتناول سقفها بيدي[2].
وقد كان الحسن صغيرًا آنذاك فإنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، وليس له عند المحدثين سماع من عثمان مما يدل على انخفاض السقف[3].
ثم إن هذا الارتفاع لحجراته صلى الله عليه وسلم وهو أن الواقف يتناول سقفها بيده، هو الذي تثبته النصوص، ولقد سبق أنه صلى الله عليه وسلم جعل ارتفاع مسجده على هذه الوتيرة، وما كان ليجعل حجراته أعلى من المسجد، وقد قال صلى الله عليه وسلم في شأن البنيان: "النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء فلا خير فيه" [4].
وقد بقيت أمهات المؤمنين، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كل في حجرتها على هيئتها التي بنيت عليها ما عدا عائشة رضي الله عنها فإنها لما أذنت بدفن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجوار أبيها أقامت جدارًا داخليًا قسم بيتها إلى قسمين هما:
القسم الأول: هو الفناء، ويضم القسم الجنوبي من البيت وفيه دفن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وعمر رضي الله عنهما.
القسم الثاني: وهو الحجرة ويقع شمال القسم الأول، وهو الذي اتخذته عائشة رضي الله عنها بيتًا لها. [1] الطبقات الكبرى ج1 ص499. [2] طبقات ابن سعد 1/ 500. [3] التهذيب 2/ 263 رقم 488. [4] سنن الترمذي كتاب صفة القيامة باب 40 ج4 ص650 وقال حسن غريب.
اسم الکتاب : السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 100