اسم الکتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها المؤلف : عبد الرحمن على الحجى الجزء : 1 صفحة : 236
دائما، وفي كل شيء ووقت وظرف، خير قدوة وأسوة لأشدهم وأقواهم، فكان يغمرهم بمحبته ويرفع من هممهم ونفسياتهم ويبعث فيهم روحا متفتحة مقبلة. وكانوا هم يقتدونه ويحبونه ويتبعونه ويفتدونه ويؤثرونه ويطيعونه، ويسرعون متسابقين لطاعته.
* حبّ متوارث طهور:
هذا الحب والتضحية والالتزام ورّثه الصحابة الكرام لمن بعدهم. فلقد قال محمد بن كعب القرظي [1] : إن رجلا من أهل الكوفة قال لحذيفة بن اليمان [2] : يا أبا عبد الله أرأيتم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصحبتموه؟ قال: نعم يا بن أخي. قال: فكيف كنتم تصنعون؟ قال: والله لقد كنا نجهد، قال:
فقال: والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض ولحملناه على أعناقنا! [3] .
فكيف لا يفعل المسلمون ذلك وأكثر منه. إنه الحب العميق الذي لم [1] هو أبو حمزة بن كعب (108 هـ) من بني سليم القرظي (من بني قريظة) ثم الأوسي (من حلفاء الأوس) ، الكوفي (ولد ونشأ فيها) ثم المدني. كان أبوه كعب من سبي بني قريظة (الذين استحيوا إذ وجدوا لم ينبتوا (صغارا غير محاربين) . الاستيعاب، (3/ 1317) ، رقم (2194) . أسد الغابة، (4/ 479) . الإصابة، (3/ 297) ، رقم (7414) . ومحمد هذا تابعي، عالم بالتفسير ومن الأئمة فيه، الإمام العلامة الصادق، كان كبير القدر، موصوفا بالعلم والورع والصلاح. سير أعلام النبلاء، (5/ 65) . البداية والنهاية، (9/ 257) . عبر الذهبي، (1/ 124) [2] حذيفة بن اليمان (36 هـ) ، هو وأبوه من سادات الصحابة المهاجرين، وهو من الولاة الشجعان الفاتحين، وصاحب سر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنافقين. ولاه عمر المدائن، وطلب ما يكفيه من القوت. وأقام هناك وأصلح البلاد. وروى له أصحاب الصحاح الستة (225) حديثا. انظر: الاستيعاب، (1/ 334) ، رقم (492) . أسد الغابة، (1/ 468) ، رقم (1113) . سير أعلام النبلاء، (2/ 361) . [3] سيرة ابن هشام، (3/ 231- 232) .
اسم الکتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها المؤلف : عبد الرحمن على الحجى الجزء : 1 صفحة : 236