responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها المؤلف : عبد الرحمن على الحجى    الجزء : 1  صفحة : 206
أحد، لا تحتاج إلى دليل، فهي الدليل الذي يبهر كلّ ناظر، يدهشه ويجذبه.
لذلك فإن حارث طلب إلى الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم أن يدعو له بالشهادة، فقال: يا نبي الله، ادع الله بالشهادة، فدعا له. فنودي يوما: يا خيل الله اركبي، فكان أول فارس ركب وأول فارس استشهد [1] ، رضي الله عنه وأرضاه.
وهكذا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يرعاهم في كل الأمور، فردا فردا، وأسرة أسرة، وجماعة جماعة. يوجههم وهو معهم، يعاونهم ويرشدهم.
فكانوا يلجؤون إليه في كل ما يعتملون ويواجهون ويأملون [2] - نساء

[1] الإصابة، (3/ 24) . وحياة الصحابة، (3/ 24) .
[2] انظر مثلا: البخاري رقم (1239) ، ورقم (5153) وما قبله. ومسلم رقم (2144) ، كل ذلك عن أبي طلحة الخزرجي الأنصاري النّجّاري (زيد بن سهل، 34 هـ أو 51 هـ) العقبي النقيب البدري، شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكان من الشجعان الرماة، وكان جهير الصوت، وعن ذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة (مئة) » . سيرة ابن هشام، (1/ 457) . أسد الغابة، (2/ 289) ، (6/ 181) . سير أعلام النبلاء، (2/ 27) . وزوجته أم سليم بنت ملحان النجارية الأنصارية، أم أنس بن مالك، وكانت صدرا في العاقلات المجاهدات بأسرهن. أسد الغابة، (7/ 345) ، رقم (7471) . ولما رغب أبو طلحة الزواج منها قالت له: (أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يردّ، ولكنك كافر، فإن تسلم فذلك مهري، لا أسألك غيره، فأسلم، وتزوجها. فقالوا: فما سمعنا بمهر كان قط أكرم من مهر أم سليم: الإسلام) . سير أعلام النبلاء، (2/ 29) . نجد أنفسنا واقفين مع أبي طلحة أمام قضيتين فيهما غموض: الأولى: في سنة وفاته (سنة 34 هـ) أو قبلها أو سنة (51 هـ) ، الفارق كبير. فعلى الأول (34 هـ) في خلافة عثمان (23- 35 هـ) وعلى الثاني (51 هـ) ، لعل وفاته إذا في غزوة لفتح القسطنطينية سنة (51 هـ) . وكان من المشاركين فيها الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري الذي توفي هناك، حيث قد وصى أن يؤخذ جثمانه إلى أقصى مكان داخل أرض العدو ليدفن فيها، فدفنوه عند أسوار القسطنطينية. سير أعلام النبلاء، (2/ 402 413) . مسند الإمام أحمد، (5/ 419) . وهذا الاستنتاج ينسجم مع رغبته (أبو طلحة) في الخروج للجهاد استجابة للآية الكريمة انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا [التوبة: 41] .
اسم الکتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها المؤلف : عبد الرحمن على الحجى    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست