اسم الکتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها المؤلف : عبد الرحمن على الحجى الجزء : 1 صفحة : 135
المتعددة المتوالية المتعانقة- كان تهيئة لهذا الحدث الجلل، وهو أرحم الراحمين.
جرى ذلك إذا لتوضيحه من خلال ماجريات (مجريات) أحداث السيرة النبوية الشريفة وجريانها في نهرها الزلال وموكبها المنير وخطها المرسوم لتحقيق أهدافها التي صرفها الله؛ لتكون موطن العبرة والتربية والتوجيه الدائم. من ذلك ما جرى في معركة أحد، وما أنزل الله تعالى فيها [1] . ثم تلميحاته الكثيرة صلّى الله عليه وسلّم لفرد- كما لا حظنا في قصة معاذ وهو يودعه لليمن- أو لجمع [2] ، أو أكثر، أو الجم الغفير في حجة الوداع.
ومع ذلك لم يتحملوا خبر موته صلّى الله عليه وسلم، كما جرى لعمر بن الخطاب وآخرين. وكلهم كان حزنه غامرا، حيث قال أنس بن مالك عن النبي صلّى الله عليه وسلم:
(شهدته يوم دخل المدينة فما رأيت يوما قطّ كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل المدينة علينا، وشهدته يوم مات، فما رأيت يوما قط كان أقبح ولا أظلم من يوم مات) [3] .
رغم علمها أنه قد أصيب فيها زوجها وأخوها وأبوها، مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأحد. فلما نعوا لها قالت: فما فعل رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قالوا: خيرا يا أم فلان بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه أنظر إليه، حتى إذا رأته، قالت: كل مصيبة بعدك جلل (تريد صغيرة هينة) . سيرة ابن هشام، (3/ 99) . سيرة الذهبي، (المغازي) . السيرة النبوية، أبو شهبة، (2/ 204) . وانظر كذلك: موقف سعد بن الربيع في أحد. سيرة ابن هشام، (3/ 94) . سيرة الذهبي، (المغازي) . السيرة النبوية، أبو شهبة، (2/ 212) . [1] سورة آل عمران: (144) . [2] البخاري، رقم (3816) . [3] أخرجه البخاري: فضائل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم، باب مقدم النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه. زاد المعاد، (3/ 55) . سيرة ابن كثير، (5/ 544) . وشبيه بذلك ما قاله أبو سعيد الخدري. وكان إدراك أم أيمن (الحبشية) رائعا. انظر: التفسير، (6/ 3938) . سيرة ابن كثير، (4/ 46) . سير أعلام النبلاء، (2/ 226) .
اسم الکتاب : السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها المؤلف : عبد الرحمن على الحجى الجزء : 1 صفحة : 135