اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 83
يستعمله واحد ويتركه عشرة، فجاء الإسلام، وكانت مذاهب العرب مختلفة في وأد الأولاد، منهم من كان يئد البنات لمزيد الغيرة، ومخافة لحوق العار بهم من أجلهنّ، ومنهم من كان يئد من البنات من كانت زرقاء أو شيماء (سوداء) أو برشاء (برصاء) أو كسحاء (عرجاء) تشاؤما منهم بهذه الصّفات.
وكانوا يقتلون البنات، ويئدونهنّ بقسوة نادرة في بعض الأحيان، فقد يتأخّر وأد الموءودة لسفر الوالد أو شغله، فلا يئدها إلّا وقد كبرت، وصارت تعقل، وقد حكوا في ذلك عن أنفسهم مبكيات، وقد كان بعضهم يلقي الأنثى من شاهق [1] .
ومنهم من كان يقتل أولاده خشية الإنفاق وخوف الفقر، وهم الفقراء من بعض قبائل العرب، فكان يشتريهم بعض سراة العرب وأشرافهم [2] فصعصعة ابن ناجية يقول: «جاء الإسلام وقد فديت ثلاثمئة موءودة» [3] .
ومنهم من كان ينذر- إذا بلغ بنوه عشرة- نحر واحدا منهم، كما فعل عبد المطّلب.
ومنهم من يقول: الملائكة بنات الله- سبحانه عمّا يقولون- فألحقوا البنات به تعالى [4] .
ظلام مطبق ويأس قاتل:
وقصارى القول: إنّ القرن السادس المسيحيّ- الذي كانت فيه البعثة [1] بلوغ الأرب في أحوال العرب: للآلوسي. [2] اقرأ «بلوغ الأرب في أحوال العرب» للآلوسي. [3] كتاب الأغاني. [4] بلوغ الأرب [وانظر «المرأة العربية في العصر الجاهلي» للدكتورة ليلى صباغ] .
اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 83