اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 589
إنّما هي التسبيح والتكبير، وقراءة القرآن» [1] .
ويقول أنس بن مالك- رضي الله عنه-: «كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم رحيما، وكان لا يأتيه أحد إلّا وعده، وأنجز له، إن كان عنده، وأقيمت الصلاة، وجاء أعرابيّ، فأخذ ثوبه فقال: إنّما بقي من حاجتي يسيرة، وأخاف أن أنساها، فقام معه، حتّى فرغ من حاجته، ثمّ أقبل فصلّى» .
ومن أمثلة قوّة احتماله، وسعة صدره، وعظم صبره، ما شهد به خادمه أنس بن مالك- رضي الله عنه- وقد كان حديث السنّ، قال: خدمت النّبيّ صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: أفّ ولا لم صنعت، ولا ألا صنعت! [2] .
وروى سواد بن عمر، قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأنا متخلّق، فقال: «ورس ورس، حطّ حطّ» ، وغشيني بقضيب في يده ببطني، فأوجعني، فقلت:
القصاص يا رسول الله، فكشف لي عن بطنه، فأبيت القصاص [3] .
الحفاظ على أصالة الدين والغيرة على روحه وتعاليمه:
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على رفقه ولين كنفه وقوّة احتماله وتغاضيه عن سقطات الناس وزلّاتهم- على حدّ لا يتصوّر فوقه- شديد الحفاظ على أصالة [1] أخرجه مسلم [في كتاب المساجد] ، باب تحريم الكلام في الصلاة، [برقم (537) ، وأبو داود في كتاب الصلاة، باب تشميت العاطس في الصلاة، برقم (930) ، والنسائي في كتاب السهو، باب: الكلام في الصلاة، برقم (1219) ] . [2] [أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء، برقم (6038) ، ومسلم في كتاب الفضائل، باب حسن خلقه صلى الله عليه وسلم، برقم (2309) ، وأبو داود في كتاب الأدب، باب في الحلم وأخلاقه النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (4773) ، والترمذي في أبواب البر والصلة، باب ما جاء في خلق النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (2015) ] . [3] كتاب الشفاء [الباب الثاني، الفصل السابع، وج 1/ ص 444، طبع مكتبة الفارابي، بدمشق، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف (45/ 50) برقم (17677) ] .
اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 589