responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 549
قالت: ثمّ فعلت أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت [1] .
ولم يشغل رسول الله صلى الله عليه وسلم تعدّد الزوجات، وما يستلزم ذلك نفسيا واقتصاديا واجتماعيا، عن النهوض بأعباء الدعوة، والجهاد والتقشّف، والحياة المثالية، والقيام بالأمور الجسام، برهة من الزمان، بل زاده ذلك نشاطا وقوة، وكنّ أعوانا له على القيام بما أكرمه الله به، من تبليغ الرسالة، وأداء الأمانة، وتعليم المسلمين دينهم، ذكورا وإناثا، وكنّ يرافقنه في الحروب والغزوات، فيداوين الجرحى ويمرّضن المرضى، ويشرن بالخير، ويواسين في الشّدّة، وبهنّ قام نحو ثلث الدين- ممّا يتعلّق بحياته المنزلية والعشرة وكثير من الأحكام- تعلّمها المسلمون منهنّ، وحفظوه ونشروه [2] .
وناهيك بأمّ المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- فقد قال إمام علم الرجال والطبقات الحافظ أبو عبد الله شمس الدين الذّهبيّ (ت 748 هـ) في كتابه المشهور «تذكرة الحفّاظ» :
«كانت أكبر فقهاء الصحابة، كان فقهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجعون

[1] [أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا.. برقم (4785) و (4786) ، ومسلم في كتاب الطلاق، باب بيان أن تخييره امرأته لا يكون طلاقا إلا بالنية، برقم (1475) ، والنسائي في السنن الكبرى (3/ 260) برقم (5309) ، والترمذي في أبواب تفسير القرآن، سورة الأحزاب، برقم (3204) وغيرهم من حديث عائشة رضي الله عنها] .
[2] وقد أحسن الكلام في موضوع تعدّد الزوجات وما كان فيه من حكم ومصالح وما يحيط به من أحوال وظروف، مؤلف السيرة الهندي القاضي محمد سليمان المنصور فوري في كتابه النفيس «رحمة للعالمين» راجع ص 141- 144، والكاتب المصري الكبير الأستاذ عباس محمود العقاد، في كتابه «عبقرية محمد» تحت عنوان «تعدّد الأزواج» وعنوان «أسباب تعدّد زوجاته» .
اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 549
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست