اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 531
أسامة: أمّر غلاما حدثا على جلة المهاجرين والأنصار، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهل له، ثمّ قال: «أيّها الناس، أنفذوا بعث أسامة، فلعمري لئن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه من قبله، وإنه لخليق للإمارة، وإن كان أبوه لخليقا لها» ثمّ نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسرع الناس في جهازهم، وثقل برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، خرج أسامة بجيشه حتّى نزلوا «الجرف» من المدينة على فرسخ، فضرب به عسكره، حتّى تتامّ إليه الناس.
وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام أسامة والناس ينظرون ما الله قاض في رسول الله صلى الله عليه وسلم [1] .
وأوصى المسلمين في مرضه أن يجيزوا الوفد بنحو ممّا كان يجيزهم، وألّا يتركوا في جزيرة العرب دينين، قال: «أخرجوا منها المشركين» [2] .
دعاء للمسلمين وتحذير لهم عن العلو والكبرياء:
وفي يوم من أيام شكواه اجتمع نفر من المسلمين في بيت عائشة، فرحّب بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحيّاهم، ودعا لهم بالهدى والنّصر والتوفيق، وقال:
«أوصيكم بتقوى الله وأوصى الله بكم، وأستخلفه عليكم، إنّي لكم منه نذير مبين، ألّا تعلوا على الله في عباده وبلاده، فإنّ الله قال لي ولكم: تِلْكَ [1] سيرة ابن هشام: ق 2، ص 650، وأخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة زيد بن حارثة» [برقم (4250) ] وفيه: أن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله، وايم الله لقد كان خليقا للإمارة، وإن كان من أحب الناس إليّ وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده» [وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل زيد بن حارثة..، برقم (2426) ، وابن حبان في الصحيح (15/ 535) برقم (7059) ، وأحمد في المسند (2/ 20) ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما] . [2] أخرجه البخاري [في كتاب المغازي] ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، برقم (4431) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما] .
اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 531