اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 499
أوّل حجّ في الإسلام:
وفرض الحجّ سنة تسع [1] ، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أميرا للحجّ هذه السنة، ليقيم للمسلمين حجّهم، والناس من أهل الشّرك على منازلهم من حجّهم [2] وخرج مع أبي بكر من أراد الحجّ من المسلمين في ثلاثمئة رجل من المدينة [3] .
ونزلت سورة (براءة) على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا عليّ بن أبي طالب، فقال له: «اخرج بهذه القصّة من صدر براءة وأذّن في الناس يوم النحر- إذا اجتمعوا بمنى- أنّه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو له إلى مدّته» .
فخرج عليّ بن أبي طالب على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء، حتّى أدرك أبا بكر بالطريق، فلمّا رآه أبو بكر قال: أمير أم مأمور؟ فقال: بل مأمور، ثمّ مضيا، فأقام أبو بكر للناس الحجّ، حتّى إذا كان يوم النّحر، قام عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- فأذّن في الناس بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم [4] . [1] ذهب بعض العلماء إلى أنّ فرض الحج كان في السنة السادسة من الهجرة، واختاره العلامة الشيخ محمد الخضري في «تاريخ التشريع الإسلامي» ص 52. [2] ابن هشام: ج 2، ص 543. [3] زاد المعاد: ج 2، ص 24. [4] سيرة ابن هشام: ج 2، ص 543- 546 [هذا الحديث مرسل، وله شواهد كثيرة، منها ما جاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند الترمذي في أبواب تفسير القرآن، سورة التوبة، برقم (3091) ، وقال: حديث حسن غريب، وعند أحمد في المسند (2/ 99) ، وقد ذكر ابن كثير في التفسير (2/ 332- 334) كثيرا من هذه الشواهد] .
اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 499