اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 382
فقال سهيل: أمّا «الرّحمن» فو الله ما ندري ما هو، ولكن اكتب:
«باسمك اللهمّ» كما كنت تكتب، فقال المسلمون: والله لا نكتبها، إلّا «بسم الله الرحمن الرحيم» ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «اكتب باسمك اللهمّ» .
ثمّ قال: «اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله» فقال سهيل: والله لو كنّا نعلم أنّك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله.
فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إنّي رسول الله وإن كذّبتموني، اكتب محمد بن عبد الله» ، فأمر عليّا أن يمحوها، فقال عليّ: لا والله لا أمحوها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرني مكانها» فأراه مكانها، فمحاها [1] .
صلح وامتحان:
فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «على أن تخلّوا بيننا وبين البيت، فنطوف به» .
فقال سهيل: والله لا تتحدّث العرب أنّا أخذنا ضغطة، ولكن ذلك من العام المقبل، فكتب.
قال سهيل: وعلى ألّا يأتيك منّا رجل، وإن كان على دينك إلا رددته إلينا، فقال المسلمون: سبحان الله! كيف يردّ إلى المشركين وقد جاء مسلما؟!
وبينما هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل، يرسف في قيوده، قد [1] أخرجه مسلم، في كتاب الجهاد والسير، باب صلح الحديبية [برقم (1783) وابن أبي شيبة في المصنّف (7/ 383) ، وابن حبان في الصحيح (11/ 212) برقم (4869) والبيهقي في السنن (9/ 220) برقم (18589) من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه] .
اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 382