اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 377
صلح الحديبية ذو القعدة سنة ست من الهجرة
رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتهيّؤ المسلمين لدخول مكة:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى في المنام أنّه دخل مكّة، وطاف بالبيت وذلك في غير تحديد للزمان، وتعيين للشهر والعام [1] - فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة، فاستبشروا به، وفرحوا فرحا عظيما، وقد طال عهدهم بمكّة والكعبة التي رضعوا لبان حبّها، ودانوا بتعظيمها، وما زادهم الإسلام إلّا ارتباطا بها وشوقا إليها، وقد تاقت نفوسهم إلى الطواف حولها، وتطلّعت إليه تطلّعا شديدا.
وكان المهاجرون أشدّهم حنينا إلى مكّة، فقد ولدوا ونشؤوا فيها وأحبّوها حبا شديدا، وقد حيل بينهم وبينها، فلمّا أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، لم يشكّوا أنّ هذه الرؤيا تتفسّر هذا العام، وقد صادف كلّ ذلك رغبة شديدة في نفوسهم، وأثار كامن الشّوق ودفين الحبّ فتهيّؤوا للخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتخلّف منهم إلا نادر. [1] راجع سورة الفتح 27، واقرأ تفسيرها في تفسير ابن كثير: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ [الفتح: 27] .. إلخ.
اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 377