اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 347
قريشا، ونشطوا لما دعوهم إليه، واجتمعوا لذلك، واتعدوا له.
ثمّ خرج الوفد، فجاء غطفان، فدعاهم إلى ذلك، وطاف في القبائل، وعرض عليها مشروع غزو المدينة، وموافقة قريش عليه [1] .
وتمّت اتفاقية عسكرية، كان قريش واليهود وغطفان من أهمّ أعضائها، واتّفقوا على شروط، من أهمّها أن تشارك غطفان في «جيش الاتحاد» أو عسكر الحلفاء، بستة آلاف مقاتل، وأن يدفع اليهود لقبائل غطفان كلّ ثمر نخل خيبر لسنة واحدة، وحشدت قريش أربعة آلاف مقاتل، وغطفان ستة آلاف مقاتل، فكانوا عشرة آلاف، وأسندت قيادة الجيش إلى أبي سفيان [2] .
الحكمة ضالّة المؤمن:
ولمّا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بزحفهم إلى المدينة، وتحزّب الأحزاب لقتال المسلمين، وعزمها على استئصال شأفتهم، أهمّ المسلمين ذلك، وتهيؤوا للحرب، وقرّروا التحصّن في المدينة والدفاع عنها، وكان جيش المسلمين لا يزيد على ثلاثة آلاف مقاتل.
هنالك أشار سلمان الفارسيّ بضرب الخندق على المدينة [3] ، وكانت خطّة حربيّة متبعة عند الفرس [4] ، قال سلمان: يا رسول الله! إنّا كنّا بأرض فارس إذا تخوّفنا الخيل خندقنا علينا، وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه فأمر بحفر [1] سيرة ابن هشام: ج 2، ص 214- 215. [2] المصدر السابق نفسه: ص 219- 220. [3] المصدر السابق نفسه: ص 224. [4] وكلمة خندق معرب كلمة «كنده» وترد كلمة خندك في الفارسية أيضا بنفس المعنى. راجع (فرهنك عميد) .
اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 347