اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 283
شرع الأذان:
ولمّا اطمأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، واستحكم أمر الإسلام، وكان الناس يجتمعون إليه للصلاة في مواقيتها بغير دعوة، وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم طرق الإعلان التي اعتادها اليهود والنصارى من بوق وناقوس ونار، أكرم الله المسلمين بالأذان، فأراه بعضهم في المنام، فأقرّه رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرعه للمسلمين، واختير بلال بن رباح الحبشيّ للأذان، وكان مؤذّن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إمام المؤذّنين إلى يوم القيامة» .
ظهور النفاق والمنافقين في المدينة:
لم يكن في مكة نفاق [2] ؛ لأنّ الإسلام كان هناك مغلوبا على أمره، لا يملك حولا ولا طولا، ولا يملك لأحد نفعا ولا ضرّا؛ وكان كلّ من يدخل فيه يعرّض نفسه للخطر والضّرر، ويثير لها العداء، ويهيج الأعداء، فلا يقبل عليه إلا من صدق عزمه، وقوي إيمانه، وجازف بحياته ومستقبله، ولم تكن هنالك قوتان متماثلتان، إنّما كان المشركون الأقوياء القاهرون، والمؤمنون المضطهدون المستضعفون، وقد صوره القرآن بقوله البليغ: وَاذْكُرُوا إِذْ
- القاهرة) .
(1) [قصة شرح الأذان أخرجها أبو داود في كتاب الصلاة، باب كيف الأذان، برقم (499) ، والترمذي في الصلاة، باب ما جاء في بدء الأذان، برقم (189) ، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه في أبواب الأذان والسنة فيها، باب بدء الأذان، برقم (706) ، والدارمي (1/ 269) ، وأحمد (4/ 43) من حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه] . [2] وهو الذي يرجّحه أكثر المفسرين والمؤرخين، وجميع السور التي ذكر فيها النفاق والمنافقين مدنية، وقد جاء في سورة براءة وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ [التوبة: 101] .
اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 283