اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 207
الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى، لا يباع لهم ولا يبتاع منهم؟! والله لا أقعد حتى تشقّ هذه الصحيفة الظالمة.
وتدخّل أبو جهل في الحديث، فلم يفد، وقام المطعم بن عدي إلى الصحيفة ليشقّها، فوجد الأرضة قد أكلتها إلّا «باسمك اللهم» وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم قد أخبر بذلك أبا طالب، ومزقت الصحيفة وبطل ما فيها [1] .
وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنهما:
ومات أبو طالب وخديجة في عام واحد- العام العاشر من النبوّة- وهما من عرفنا من حسن الصحبة والوفاء والنصر والتأييد، ولم يسلم أبو طالب، وتتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب [2] .
وقع القرآن في القلوب السليمة:
وقدم الطّفيل بن عمرو الدّوسيّ مكة، وكان رجلا شريفا، وشاعرا لبيبا، فحالت قريش بينه وبين رسول الله، وخوّفوه من الدّنوّ إليه، وسماع كلامه، وقالوا: إنّا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا، فلا تكلمنّه ولا تسمعنّ منه شيئا.
يقول الطّفيل: والله ما زالوا بي حتى أجمعت ألّا أسمع منه شيئا، ولا أكلّمه، حتى حشوت في أذني قطنا، وغدوت إلى المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلّي عند الكعبة، فقمت منه قريبا، فأبى الله إلّا أن يسمعني بعض قوله، قال: فسمعت كلاما حسنا، فقلت في نفسي: واثكل أمي! والله إنّي [1] على ذلك يكون حصار الشعب قد بدأ في آخر العام السابع من البعثة، وتوفي أبو طالب في آخر السنة العاشرة من المبعث، (فتح الباري 7/ 194) . [2] سيرة ابن هشام: ج 1؛ ص 415- 416.
اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 207