اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 169
هذا إلى نبوءات أخرى وإعلانات بعيدة عن القياس والقرائن، كالفتح المبين (صلح الحديبية) المهين في نظر كثير من المسلمين وغير المسلمين [1] ، ودخول الناس في الإسلام أفواجا [2] ، وظهوره على الدين كلّه بعد ما كان المسلمون مستضعفين في الأرض يخافون أن يتخطّفهم الناس، وقيام دولتهم وشوكتهم [3] ، وبقاء القرآن محفوظا متلوا، مبينا مفسرا، يتلوه ويحفظه أكبر عدد من البشر [4] إلى غير ذلك من النبوءات الغريبة، والإعلانات المتحدية للعقل والقياس، والأخبار الغيبية التي زخر بها القرآن [5] .
ولا يصنع من هذه الحبّة قبّة إلا من أعماه التعصّب الدينيّ، والاسترسال في الخيال، والإمعان في الافتراض والتخمين، والإتيان بالبعيد المضحك للعقلاء، والتطرّف، وإبعاد النجعة في العداء، ولولا ورود هذه القصّة في عامّة كتب السيرة لما أوردناها في هذا الكتاب، ولما تعرّضنا لبحثها ونقدها [6] . [1] انظر سورة الفتح. [2] انظر سورة النصر. [3] انظر سورة النور. [4] انظر سورة القيامة وسورة الحجر. [5] اقرأ للتفصيل عنوان «الأخبار الغيبية والنبوءات» في المجلد الثالث من «سيرة النبي» [بالأردوية] للعلامة السيد سليمان الندوي. [6] يقول كارليل في كتابه المشهور «الأبطال) Heroes ( «معلقا على ما قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم تلقّى من الراهب «بحيرى» أساس الدين الإسلامي ومادته، يقول: «إني لست أدري ماذا أقول عن ذلك الراهب سرجياس (بحيرى) الذي يزعم أن أبا طالب ومحمدا سكنا معه في الدار، ولا ماذا عساه أن يتعلّمه غلام في هذه السنّ الصغيرة من أي راهب ما، فإن محمدا لم يكن يتجاوز إذ ذاك الرابعة عشرة ولم يكن يعرف إلا لغته، ولا شك أن كثيرا من أحوال الشام ومشاهدها لم يكن في نظره إلا خليطا مشوّشا من أشياء ينكرها ولا يفهمها (توماس كارليل: الأبطال ص -) Thomas Carlyl ,Heroes And Hero Worship (.. (68 /
اسم الکتاب : السيرة النبوية المؤلف : الندوي، أبو الحسن الجزء : 1 صفحة : 169