اسم الکتاب : السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 423
عن مالك بن صعصعة- واللفظ للبخاري- أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حدّثهم عن ليلة أسري به قال:
«بينما أنا في الحطيم، وربما قال: في الحجر [1] مضطجعا إذ أتاني ات، فقدّ [2] قال- أي قتادة-: وسمعته يقول: فشقّ ما بين هذه إلى هذه، فقلت للجارود [3] : ما يعني به؟ قال: من ثغرة نحره إلى ثنته [4] ، فاستخرج قلبي، ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا وحكمة [5] ، فغسل قلبي، ثم حشي ثم أعيد، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض. فقال له الجارود:
هو البراق [6] يا أبا حمزة- كنية أنس-؟ قال أنس: نعم، يضع خطوه عند أقصى طرفه [7] ، فحملت عليه، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا، فاستفتح [8] ، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل وقد أرسل إليه؟ [9] قال: نعم، قال: مرحبا به فنعم المجيء [10] جاء، ففتح» . [1] الحطيم: هو الحجر على الصحيح، والراوي لمّا لم يتأكد من اللفظ الذي سمعه ذكرهما على صيغة الشك، وهي أمانة في النقل من المحدّثين مشكورة. [2] القد: هو القطع. [3] لعله الجارود بن أبي سبرة البصري صاحب أنس وأحد الرواة عنه. [4] الثغرة: المكان المنخفض بين الترقوتين، والثنة بضم الثاء وتشديد النون: ما تحت السرة. [5] يعني مملوءة بشيء يترتب على الغسل به زيادة الإيمان، وكمال الحكمة. [6] بضم الباء، وتخفيف الراء مشتق من البرق، لأن سرعته في سيره مثل سرعة البرق في لمعانه. [7] يعني عند منتهى بصره، وما أشد سرعة من كان على هذا الحال. [8] طلب الفتح، ولله ملائكة موكلون بكل ما خلق، وله الحكمة البالغة. [9] قال العلماء: يعني أنه قد أرسل إليه للعروج إلى السماء، وأما أصل بعثته فمشهورة عند الملأ الأعلى معروفة لهم. [10] قيل المخصوص بالمدح محذوف وفيه تقديم وتأخير، والتقدير جاء فنعم المجيء مجيئه، وقال ابن مالك: المخصوص بالمدح محذوف وجاء صلته أو صفة والتقدير نعم المجيء
اسم الکتاب : السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 423