اسم الکتاب : السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 224
وقد شاء الله- وله الحكمة البالغة- ألايعيش له صلّى الله عليه وسلّم أحد من الذكور حتى لا يكون ذلك مدعاة لافتتان بعض الناس بهم، وادّعائهم لهم النبوة، فأعطاه الذكور تكميلا لفطرته البشرية وقضاء لحاجات النفس الإنسانية، ولئلا يتنقّص النبي في كمال رجولته شانىء، أو يتقوّل عليه متقول، ثم أخذهم في الصغر، وأيضا ليكون في ذلك عزاء وسلوى للذين لا يرزقون البنين، أو يرزقونهم ثم يموتون، كما أنه لون من ألوان الابتلاء، وأشد الناس بلاء الأنبياء، فالأمثل فالأمثل، وقد كان مما نبزه به سفهاء المشركين، أنهم قالوا فيه:
إنه أبتر أي لا عقب له.
خديجة قبل النبي
وكانت السيدة خديجة تدعى في الجاهلية الطاهرة لشدة عفافها وصيانتها وشرفها وكمالها، وقد تزوجها وهي بكر أبو هالة [1] بن زرارة التميمي فولدت له هندا [2] ، وقد أسلم وحسن إسلامه، وهو راوي حديث صفة النبي صلّى الله عليه وسلّم، شهد بدرا وقيل وأحدا، وروى عنه الحسن بن علي فقال: حدثني خالي، لأنه أخو فاطمة لأمها، وكان- رضي الله عنه- فصيحا، بليغا، وصّافا، وكان يقول: «أنا أكرم الناس أبا، وأما، وأخا، وأختا: أبي رسول الله صلّى الله عليه وسلم [3] ، وأمي خديجة، وأخي القاسم، وأختي فاطمة» قتل مع علي يوم الجمل.
وولدت له هالة [4] ، قال ابن عبد البر: له صحبة، وروي عن عائشة قالت: قدم ابن لخديجة يقال له هالة والنبي صلّى الله عليه وسلّم قائل، فسمعه فقال: «هالة، هالة، هالة» !! وروى الطبراني بسنده عن هالة بن أبي هالة أنه دخل على [1] قيل: اسمه مالك، وقيل: زرارة، وقيل: هند. [2] اسم رجل. [3] هو ربيب رسول الله، ولكنه جعله أبا له لحسن رعايته، وكريم معاملته، فوجد فيه عوضا عن الأب ولأن رسول الله أبو المؤمنين. [4] اسم رجل وقد وهم من جعله أنثى.
اسم الکتاب : السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة المؤلف : أبو شهبة، محمد الجزء : 1 صفحة : 224