اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 286
قال الله تعالى {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [1].
مناة بفتح الميم والنون الخفيفة[2] اسم صنم كانت على ساحل البحر الأحمر مما يلي قديدا[3] في منطقة تعرف بالمشلل[4]. وكانت للأوس والخزرج وغسان ومن دان بدينهم، يعبدونها ويعظمونها في الجاهلية ويهلون منها للحج، وقد بلغ من تعظيمهم إياهم كانوا لا يطوفون بين الصفا والمروة تحرجًا وتعظيمًا لها حيث كان "ذلك سنة في آبائهم من أحرم لمناة لم يطف بين الصفا والمروة"[5].
ولم تزل هذه عادتهم حتى أسلموا " فلما قدموا مع النبي صلى الله عليه وسلم للحج ذكروا [1] النجم (20) . [2] ابن حجر، فتح (8/175) ، وقال عنها: والطاغية صفة لها، إسلامية. وقال الشوكاني: قرأ الجمهور مناة بألف من دون همزة، وقرأ ابن كثير وابن محيصن وحميد ومجاهد والسلمي بالمد والهمزة، فأما قراءة الجمهور فاشتقاقها من منى يمني أي: صب؛ لأن دماء النسائك كانت تصب عندها يتقربون بذلك إليها، وأما القراءة الثانية فاشتقاقها من النوء وهو المطر، لأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء، وقيل: هما لغتان للعرب. فتح القدير (5/108) . [3] سبق التعريف بها. [4] المشلل: قال عنها البكري: والمشلل من قديد وبالمشلل كانت مناة. وقال مالك: كانت حذو قديد. البكري، معجم ما استعجم (3/1055) .
قلت: ورد ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها عند البخاري"وكانت مناة حذو قديد". ابن حجر، فتح (8/175) .
وقال الحموي: والمشلل الطرد، وهو جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر. معجم (5/136) . ويقول البلادي: المشلل ثنية تأتي أسفل قديد من الشمال إذا كنت في بلد صعبر بين رابغ والقضيمة، كانت المشلل مطلع شمس مع ميل إلى الجنوب، وحرة المشلل هي التي تراها من تلك القرية، سوداء مدلهمة تشرق الشمس عليها وفيها كانت مناة الطاغية، ومحلها معلوم. البلادي، معجم (298) . [5] حديث صحيح موقوف على عائشة رضي الله عنها رواه مسلم وهذا لفظه. النووي على مسلم (9/24) ، وانظر روايات عائشة رضي الله عنها حول ذلك عند البخاري. ابن حجر، فتح (8/175، 3/498) ، وعند مسلم. النووي على مسلم (9/22-23-24) ، وعند أحمد بسند صحيح. البنا، الفتح (18/79) .
وانظر رواية ابن إسحاق حول نفس الموضوع. ابن هشام، سيرة (1/85) ، وهناك روايات عن قتادة، والضحاك، وابن هشام يذكرون فيها أنها كانت لخزاعة وهذيل. وقال الشوكاني: هي صنم بني هلال. أما ابن زيد فيقول: لبني كعب. انظر الزرقاني، شرح (2/349) ، والشوكاني، فتح (5/108) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 286