اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 227
نتيجة للتحركات المعادية التي ظهرت على الأعراب في أعقاب غزوة أحد، وتحسبًا من هجوم قرشي مباغت، بعث رسول الله صص دورية قوتها عشرة أفراد[1] بقيادة عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح رضي الله عنه[2]. [1] وقع ذلك عند البخاري وغيره من أهل الحديث.انظر البخاري، الصحيح (5/40-41) وابن حجر، فتح (6/66، 7/387) ، وأبا داود، سنن (3/115-117) ، وعبد الرزاق المصنف (5/353) ، وابن أبي شيبة، المصنف (14/455) ، وأحمد. المسند، البنا، الفتح الرباني (21/61) .
بينما اختلف أهل المغازي في ذلك، فمنهم من وافق أهل الحديث كابن سعد الذي جزم بأنهم كانوا عشرة سمي منهم سبعة فقط هم: عاصم بن ثابت، ومرثد بن أبي مرثد، وعبد الله بن طارق، وخبيب بن عدي، وزيد بن الدُّثنة، وخالد بن أبي البكير، ومعتب بن عبيد. ابن سعد، طبقات (2/55) .
وقال ابن حجر معلقا على عدم تسمية الثلاثة الباقين: فلعل الثلاثة الآخرين كانوا أتباعا لهم فلم يحصل الاعتناء بتسميتهم. فتح الباري (7/380) . وتردد الواقدي في روايته فذكر أنهم سبعة، ثم قال: ويقال كانوا عشرة وأميرهم مرثد بن أبي مرثد، ويقال: أميرهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح.
الواقدي: مغازي (1/354-355) .
وجزم ابن إسحاق بأنهم ستة، وذكر أن أميرهم مرثد بن أبي مرثد، سيرة (3/169) .
أما موسى بن عقبة فكانت عنه روايتان: رواية وافق فيها ابن إسحاق، وأخرى لم يذكر فيها سوى أربعة سماهم. انظر البيهقي. دلائل (3/326-327) .
وذكر ابن سيد الناس أنه شاهد في كتاب الطبري: "ذيل المذيل" قصيدة لحسان يرثي فيها أصحاب الرجيع الستة:
أَلاَ ليتني فيها شَهِدتُ ابنَ طارق ... وزيدًا وما تُغني الأماني ومرثدًا
ودافعت عن حبي حبيبٍ وعاصمٍ ... وكان شفاءً لو تداركتُ خالدًا
ابن سيد الناس. عيون (1/59-60) .
وأيَّد بعض المتأخرين من أهل المعازي روايات الصحيح باعتبارها أصح إسنادا.
انظر السهيلي، الروض (6/184) ، والمقريزي، إمتاع (1/174) . بينما رجع ابن حجر أن قائد السرية عاصم بن ثابت بناء على رواية الصحيح، ولكنه ذكر في موضع آخر أن البعض حاول الجمع بين رواية الصحيح ورواية أهل المغازي بأن أمير السرية مرثد، وأمير العشرة عاصم، بناء على التعدد. انظر ابن حجر. فتح (7/380) .
ومما يجدر ذكره أن مرثدا ورد ذكره في شعر حسان بن ثابت الذي نقله ابن إسحاق كقائد لأصحاب السرية، ولكن ابن هشام ذكر أن أكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لحسان. انظر ابن هشام، سيرة (3/183) . [2] هو عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه، من السابقين الأولين من الأنصار، يكنى أبا سليمان، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عاصم بن ثابت وعبد الله بن جحش. وشهد عاصم بدرا وأحدا وثبت يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولَّى الناس، وبايعه على الموت، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قتله وقتل أصحابه يوم الرجيع في صفر على رأس ستو وثلاثين شهرا من الهجرة.
ابن سعد. طبقات (3/462-463) ، وابن حجر، إصابة (2/244) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 227