اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 211
فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها، وألقت ما في بطنها، وأهريق دمًا1"[2]. ويذكر ابن إسحاق أن رجلا يدعى نافع بن عبد قيس الفهري قد شارك هبّارا في التعرض لزينب وترويعها[3].
تأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم لمصاب زينب رضي الله عنها فكان يقول: "هي أفضل بناتي أصيبت فيَّ" [4]، ثم أرسل زيد بن حارثة رضي الله عنه ليأتيه بها وأعطاه خاتمه كعلامة بينهما "فانطلق زيد فلم يزل يتلطف، حتى لقي راعيًا فقال لمن ترعى؟ قال: لأبي العاص، قال: فلمن هذه الغنم؟ قال: لزينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم فسار معه شيئا، ثم قال: هل لك إن أعطيتك شيئا تعطه إياها ولا تذكره لأحد؟ قال: نعم، فأعطاه الخاتم وانطلق الراعي فأدخل غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته، فقالت: من أعطاك هذا؟ قال: رجل، قالت: وأين تركته؟ قال: بمكان كذا وكذا، فسكتت حتى إذا كان الليل خرجت إليه، فلما جاءته قال لها: اركبي بين يدي على بعيري، فقالت: لا، ولكن اركب
1 أي صبَّ منها الدم. (القاموس واللسان – هرق) . [2] من رواية عروة عن عائشة وسنده جيد، كما ذكر ابن حجر.
انظر الطبراني، معجم (22/431) ، والحاكم، المستدرك (4/43) ، والهيثمي، مجمع (9/213) وقال عنه: رجاله رجال الصحيح، وانظر ابن حجر، فتح (7/109) [3] انظر ابن هشام سيرة (4/657) ، والبيهقي، دلائل (3/155) .
قال ابن حجر: وحكى السهيلي عن مسند البزار أنه خالد بن عبد قيس فلعله تصحَّف عليه، وإنما هو نافع، كذلك هو في النسخ المعتمدة من مسند البزار.
وكذلك أورده ابن بشكوال من مسند البزار.
وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من طريق ابن لهيعة كذلك. فتح الباري (6/150) . [4] من رواية عروة عن عائشة. الطبراني، معجم (22/432) ، والبيهقي، دلائل (3/156) ، وورد في نهاية الرواية أن علي بن الحسين لما بلغه حديث عروة انطلق إليه فقال: "ما حديث بلغني عنك تحدثه تنتقص فيه فاطمة عليها السلام؟ فقال عروة: والله ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب وأني أنتقص فاطمة عليها السلام حقًّا هو لها، وأما بعد فلك أن لا أحدثه أبدا".
وللإجابة على هذا اللبس قال بعض الأئمة: بتقدير ثبوته بأن ذلك كان متقدما، ثم وهب الله لفاطمة من الأحوال السنية والكمال ما لم يشاركها أحد من نساء هذه الأمة مطلقا، والله أعلم.
انظر ابن حجر، فتح (7/106) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 211