اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 204
بلى، فخرجوا فشربوا من ألبانها وأبوالها فصحُّوا"[1].
فعَدَوا على الراعي فقتلوه –بعد أن مثَّلوا به[2] وهربوا بالإبل "فجاء الخبر في أول النهار"[3] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعلى وجه السرعة، قام بتجهيز دورية قتالية تعقُّبية، قوتها عشرون[4] شابًّا أنصاريًّا وأسند القيادة فيها إلى كرز بن جابر الفهري رضي الله عنه[5] وزوَّدهم بقائف لاقتفاء الأثر[6]، اختزالا للجهد والوقت، لأن إهدارهما لا يتناسب مع [1] من رواية أبي قلابة عن أنس في الديات. ابن حجر، فتح (12/230) . [2] نقل ذلك أصحاب المغازي فذكروا:) أنهم ذبحوه وغرزوا الشوك في عينيه) . انظر ابن هشام، سيرة (4/461) من رواية ابن إسحاق بسند ولم يرسل، والواقدي، مغازي (2/569) ، وابن سعد، طبقات (2/93) ، وزاد "أنهم قطعوا يده ورجله وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات".
كما روى ذلك ابن مردويه بسنده عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه. انظر ابن كثير، تفسير (2/50) وقال عنه: غريب جدا، والهيثمي، مجمع (6/294) ، وقال عنه: رواه الطبراني وفيه موسى بن محمد بن الحرث التميمي وهو ضعيف، ولكن ابن حجر ذكر أن إسناده صالح كما مر. فتح الباري (1/339) ولهم شاهد عند مسلم من حديث سليمان التيمي عن أنس: "إنما سمل النبي صلى الله عليه وسلم أعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرعاء" النووي على مسلم (11/157) . [3] من رواية أبي قلابة عن أنس. ابن حجر، فتح (1/335) . [4] وقع ذلك في رواية معاوية بن قرة عن أنس عند مسلم. النووي على مسلم (1/157) قال ابن حجر: ولم أقف على اسم واحد من العشرين، لكن في مغازي الواقدي أن السرية كانت عشرين رجلا ولم يقل من الأنصار بل سمى منه جماعة من المهاجرين منهم بريدة بن الحصيب، وسلمة بن الأكوع الأسلميان، وجندب ورافع ابنا مكيث الجهنيان، وأبو ذر وأبو رهم الغفاريان، وبلال بن الحرث وعبد الله بن عمرو بن عوف المزنيان وغيرهم، والواقدي لا يحتج به إذا انفرد فكيف إذا خالف، لكن يحتمل أن يكون من لم يسمه الواقدي من الأنصار فأطلق الأنصار تغليبا، أو قيل للجميع أنصار بالمعنى الأعم. فتح الباري (1/340) .
قلت: وذكر الواقدي في المغازي أن فيهم أيضا: جعال بن سراقة، وصفوان بن معطل، وأبو روعة معبد بن خالد الجهني، وعبد الله بن بدر، وسويد بن صخر، وأبو ضبيس الجهني. مغازي (2/571) . [5] وقع تسميته في حديث سلمة بن الأكوع السابق ذكره وفيه: "فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في آثارهم خيلا من المسلمين كبيرهم كرز بن جابر الفهري" وكذا ذكره ابن إسحاق. ابن هشام، سيرة (2/641) ، والواقدي، مغازي (2/569) ، وابن سعد، طبقات (2/93) .
يقول ابن حجر: وفي مغازي موسى بن عقبة: أن أمير هذه السرية سعيد بن زيد، كذا عنده بزيادة ياء، والذي ذكره غيره أنه سعد –بسكون العين- ابن زيد الأشهلي، وهذا أيضا أنصاري، فيحتمل أنه كان رأس الأنصار، وكان كرز أمير الجماعة، وروى الطبري وغيره من حديث جرير بن عبد الله البجلي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه في آثارهم لكن إسناده ضعيف، والمعروف أن جريرا تأخر إسلامه عن هذا الوقت بمدة. والله أعلم. فتح الباري (1/340) . [6] أورد ذلك مسلم في رواية معاوية بن قرة عن أنس. مسلم بشرح النووي (1/335) والقايف: بالقاف والتحتية، الذي يتتبع الآثار ويعرفها ويعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه، والجمع: القافة. انظر القاموس،=
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 204