اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 177
من البيت فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟، فقال: لِأُمك الويل إن رجلا في البيت ضربني قبلُ بالسيف"[1]. "قال: فعمدت له أيضا فأضربه أخرى فلم تغن شيئا فصاح وأقام أهله، قال: ثم جئت وغيرت صوتي كهيئة المغيث، فإذا هو مستلقٍ على ظهره فأضع السيف في بطنه ثم أنكفىء عليه حتى سمعت صوت العظم، ثم خرجت دهشا حتى أتيت السلم أريد أن أنزل فأسقط منه فانخلعت رجلي[2] فعصبتها، ثم أتيت أصحابي أحجل[3] فقلت: انطلقوا فبشروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لا أبرح حتى أسمع الناعية"4 "فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال: أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز"5 "قال فقمت أمشي ما بي قلبة[6] فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم"7 "فحدثته، فقال: ابسط رجلك فبسطت رجلي فمسحها فكأنما لم أشتكها قط"89.
وهكذا تم بهذا العمل الجريء الشجاع القضاء على مجرم حرب خطير [1] المصدر السابق. [2] في رواية يوسف بن موسى: "فانكسرت ساقي"، قال ابن حجر: ويجمع بينهما بأنهما انخلعت من المفصل وانكسرت الساق، وقال الداودي: هذا اختلاف، وقد يتجوز في التعبير بأحدهما عن الآخر لأن الخلع هو زوال المفصل من غير بينونة أي بخلاف الكسر.
قلت: والجمع بينهما بالحمل على وقوعهما معا أولى، ووقع في رواية ابن إسحاق: "فوثبت يده"، وهو وهم، والصواب: "رجله"، وإن كان محفوظا فوقع جميع ذلك. [3] الحجل: أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى. (اللسان: حجل) .
4 من رواية أحمد بن عثمان، ابن حجر، فتح (7/342) ، والبيهقي، دلائل (4/35) .
5 من رواية يوسف بن موسى. ابن حجر، فتح (7/341) ، والبيهقي، دلائل (4/37) . [6] أي: ألمٌ وعلة. ابن الأثير، النهاية (4/98) .
7 من رواية أحمد بن عثمان عند البخاري. ابن حجر، فتح (7/342) ، وانظر البيهقي، دلائل (4/35) .
8 من رواية يوسف بن موسى. ابن حجر، فتح (7/341) ، وانظر البيهقي، دلائل (4/37) .
9 الحديث أخرجه البخاري في الصحيح في باب قتل النائم المشرك ابن حجر، فتح (6/155) (باب قتل أبي رافع ... ) ، ابن حجر، فتح (7/340-341-342) ، ورواه الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك. انظر المغازي النبوية (113-114-115) ، وعبد الرزاق، المصنف (5/407-408) ، وابن هشام، سيرة (3/273-274-275) ، كما أخرجه ابن عائذ والبيهقي كلاهما عن عروة. انظر ابن حجر، فتح (7/343) ، والبيهقي، دلائل (4/38) ، ورواه أبو يعلى، المسند (2/204-205-206) والطبراني وأخرجها عنه الهيثمي، مجمع (6/197) لأنها من القسم المفقود من المعجم، وذكر ابن حجر أن الحاكم قد روى الخبر في إكليله. ابن حجر، فتح (7/243) ، وكتاب "الإكليل" مفقود أيضا، والخبر رواه أهل المغازي. انظر الواقدي، مغازي (1/391-394) ، وابن سعد، طبقات (1/91-92) ، والطبري، تاريخ (3/493-499) ، وابن حزم، جوامع (198-199) ، وابن عبد البر، درر (209-211) ، والبيهقي، دلائل (4/33-39) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 177