اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 161
ومنها: جواز الاجتهاد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فعبد الله بن أنيس رضي الله عنه أداه اجتهاده أن يصلي هذه الصلاة، ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم مما يدل على جواز الصلاة عند شدة الخوف يالإيماء.
وهذا الاستدلال صحيح لا شك فيه، لأن عبد الله بن أنيس فعل ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك زمن الوحي، ومحال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلع عليه"[1].
وفعل الصحابي أيضا حجة ما لم يعارضه حديث مرفوع كذا في الغاية[2].
ومنها أيضا حديث المخصرة، وقد استحسن البعض المخصرة والتخصر لأجل هذا الحديث.
قال الجاحظ: ومما يدلك على استحسانهم شأن المخصرة حديث عبد الله بن أنيس ذي المخصرة وهو صاحب ليلة الجهني، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه مخصرة، وقال: تلقاني في الجنة[3].
كما ظهر في هذا الخبر دليل من دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام فهو قد وصف ابن نبيح لعبد الله بن أنيس وصفًا دقيقًا دون أن يراه حتى إن ابن أنيس عندما رد على رسول الله صلى الله عليه وسلم متعجبا كما وقع في رواية الواقدي: "يا رسول الله ما فرقت من شيء قط، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلى آية ما بيني وبينه أن تجد له قشعريرة إذا رأيته"[4].
وفعلاً وجده على الصفة التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول عبد الله: "فلما رأيته هبته وفرقت منه، فقلت: صدق الله ورسوله"[5]. [1] العظيم آبادي، عون المعبود (4/129) . [2] المصدر السابق. [3] انظر عمرو بن بحر الجاحظ، البيان والتبيين (3/11-12) . [4] الواقدي، مغازي (2/532) . [5] من رواية موسى بن عقبة. البيهقي، دلائل (4/41) .
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 161