اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 141
كعب بن الأشرف النضري من زعماء يهود المدينة، وأحد كبار أحبارهم[1] أضمر الحقد والحسد للنبي صلى الله عليه وسلم منذ اللحظة التي وصلته فيها أخبار بعثته للناس هاديا ومبشرًا ونذيرًا[2].
وعند وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وعقده الحلف الدستوري مع اليهود كان كعب بن الأشرف أحد المشاركين في هذا الحلف مع قبيلته بني النضير، فأصبح بذلك فردا من أفراد الدولة الناشئة في المدينة له حقوق وعليه واجبات بموجب الدستور الموقع من قبل الأطراف المعنية[3]، إلا أن ذلك لم يردعه عن أذية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث "كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه كفار قريش"[4].
ويستمر كعب متماديا في غيه، فيذكر ابن إسحاق عن جمع من شيوخه[5] أنه استنكر مندهشًا النتيجة التي آلت إليها غزوة بدر، وأنه لما تيقن من صدق الخبر "ركب إلى قريش فاستغواهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم"6 [1] يذكر موسى بن عقبة أنه كان أحد بني النضير وقيمهم. البيهقي، دلائل (3/190) ، ويذكر ابن إسحاق وغيره أنه كان عربيًّا من بني نبهان من طيء، وكان أبوه أصاب دما في الجاهلية، ثم أتى المدينة فحالف بني النضير فشرف فيهم، وتزوج عقيلة بنت أبي الحقيق، فولدت له كعبا، وكان طويلا جسيما ذا بطن وهامة، شاعرا، ساد يهود الحجاز بكثرة ماله. انظر ابن إسحاق، سيرة (297) ، وابن هشام، سيرة (3/51) ، والزرقاني، شرح (2/8) . [2] يذكر الزرقاني عن بعض المصادر أن كعبا هدد بقطع صلته المعتادة لأحبار يهود بني قريظة وقينقاع عندما أقروا بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه ما زال بهم حتى تراجعوا عن قرارهم ذلك. الزرقاني، شرح (2/8) ، وروى الطبري عن الزهري وقتادة أنه نزل فيه قوله تعالى {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ... } الآية [البقرة: 109] ، تفسير الطبري (1/487) . [3] أخرج البيهقي، وابن تيمية عن ابن أبي أويس – وهو صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه. التقريب (108) بسند فيه إبراهيم بن جعفر – لم أعثر على ترجمته - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن كعب بن الأشرف عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يعين عليه ولا يقاتله. البيهقي، دلائل (3/194) ، وابن تيمية، الصارم المسلول (71) . وانظر في حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اليهود، محمد حميد الله، مجموعة الوثائق السياسية (39-40) والدكتور أكرم العمري، المجتمع المدني في عهد النبوة خصائصه وتنظيماته الأولى (121-122) . [4] رواه أبوداود، السنن (8/228) ، وانظر الألباني، صحيح سنن أبي داود (2/581) . [5] ابن إسحاق، سيرة (297) ، وابن هشام، سيرة (3/51) ، وشيوخ ابن إسحاق فيهم الثقات والضعفاء وقد جمع كلامهم دون تمييز، وذكر ذلك الواقدي، مغازي (1/185) ، وابن سعد، طبقات (2/32) .
6 من مراسيل عروة. انظر ابن سيد الناس، عيون (1/357) والزرقاني، شرح (2/9-10) اللذان أخرجاه من طريق ابن عائذ، ومغازي ابن عائذ مفقودة.
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 141