اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 116
تعتبر سرية الخبط، استمرارا لسياسة النبي صلى الله عليه وسلم العسكرية لإضعاف قريش، ومحاصرتها اقتصاديًّا على المدى الطويل، ولتعويض المهاجرين، ولو جزءًا بسيطًا مما فقدوه من أموال ومتاع استولت عليها قريش عند مغادرتهم وطنهم مكة.
ولم توضح لنا غالبية الروايات، وخاصة الصحيحة منها تاريخ محدد لهذه السرية. وقد أغرب الشامي حين ذكر أن جمهور أئمة المغازي حددوا تاريخها برجب في السنة الثامنة الهجرية[1]؛ حيث لم يقل بذلك غير الواقدي ومن تابعه[2].
وقد رد كل من ابن القيم، وابن حجر هذا القول باعتبار تلك الفترة فترة هدنة مع قريش، فالظاهر أن ذلك وهم غير محفوظ، بل مقتضى ما في الصحيح أن تكون هذه السرية في سنة ست أو قبلها قبل الهدنة[3].
وذكر العراقي أن السرية كانت بعد نكث قريش للعهد، وقبل الفتح[4]، وعلق الزرقاني بعد ذلك: بأنه لا يعتبر قول ابن القيم كون السرية في رجب وهم غير محفوظ[5].
وعلى تسليم ظاهره، يحتمل أن يكون البعث في أواخر رجب بحيث لا يصلون إلى جهينة ويلقون العير، إلا في شعبان[6]. [1] الشامي، سبل (6/275) . [2] انظر الواقدي، مغازي (1/6) وابن سعد، طبقات (2/132) ، ابن سيد الناس، عيون (2/206) ، القسطلاني، إرشاد الساري (6/427) . [3] بتصرف واختصار من ابن القيم، زاد (2/158) وابن حجر، فتح (8/78) . [4] انظر أبا زرعة العراقي، طرح التثريب في شرح التقريب (6/8-9) . [5] انظر الزرقاني، شرح المواهب (2/281) . [6] هذا الاحتمال بعيد لأنه قال في الخبر أنهم مكثوا في الساحل نصف شهر حتى أكلوا الخبط، ثم مكثوا يأكلون من الحوت حوالي الشهر، فتكون المدة التي قضوها في هذه السرية أكثر من شهر، ومعلوم أن فتح مكة كان في رمضان، وكان معظم المشاركين في السرية قد شارك في غزوة الفتح، كما أن خبر السرية يمكن أن يشتهر ويذيع لو أنها حدثت قبل لفتح بهذه المدة الوجيزة وكان يبعد أن لا يذكر أهل المغازي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية اعتراضية لتلقى عير قريش بعد نقضها العهد مع المسلمين، وقريش ليست من الغباء بمكان حتى ترسل قوافلها في فترة توتر العلاقات مع المسلمين.
وإنني أتساءل لماذا لم يوضح جابر بن عبد الله رضي الله عنه أحد أفراد هذه السرية لهم حكم ميتة البحر=
اسم الکتاب : السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة المؤلف : العمري، بريك الجزء : 1 صفحة : 116