اسم الکتاب : الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في عيون غربية منصفة المؤلف : حسين حسينى معدى الجزء : 1 صفحة : 146
ودقتها المؤسسة على النقد. ويمكننا أن نشعر لأول مرة بأننا نستند إلى أساس تاريخى قويم حتى وإن اعترفنا بوجود بعض العناصر المشكوك فيها فى أخبار الفترتين، المدنية والمكية، من حياة الرسول- صلّى الله عليه وسلم-» [1] .
«ومهما نقل فى قوة النزعة الإسلامية نحو محمد- صلّى الله عليه وسلم- وفى آثارها فإننا لا نوصف بالغلو. فقد كان إجلال الرسول- صلّى الله عليه وسلم- شعورا طبيعيا محتوما فى عصره وفيها بعده، غير أن ما نومئ إليه شيء يتجاوز الإجلال. فإن العلاقات الشخصية من الإعجاب والحب اللذين بعثهما فى نفوس صحابته ظل صداها يتردد خلال القرآن، والفضل فى ذلك يعود إلى الوسائل التى أقرتها الأمة لتستنير بهما مجددين فى كل جيل» [2] .
«.. لولا الحديث لأصبح لمحمد- صلّى الله عليه وسلم- فى أقل تقدير صورة معممة- إن لم نقل بعيدة- فى أصولها التاريخية والدينية. أما الحديث فقد صور وجوده الإنسانى فى مجموعة وفيرة من التفصيلات الحية المحسوسة، وبذلك قدم للمسلمين حين ربط بين المسلمين وبين نبيهم بنفسه الروابط الذاتية الوثيقة التى كانت تصله بأصحابه الأولين، وهى روابط نمت على مر القرون وكانت أقوى من أن تصاب بالضعف. ولم يصبح شخص محمد- صلّى الله عليه وسلم- أبدا ذا صبغة مرسومة مقررة، ويكاد لا يكن من الغلو أن نقول إن حرارة ذلك الشعور الشخصى نحو الرسول الحبيب- صلّى الله عليه وسلم- كانت أبدا أقوى عنصر حيوى فى دين الجماهير الإسلامية أو كانت كذلك بين أهل السنة، على الأقل» [3] .
«.. لا تزال الاحتفالات العائلية تختم بأدعية وأناشيد فى تمجيد الرسول- صلّى الله عليه وسلم- وكل الأمة تراعيها وتنشدها بحماسة فى ذلك اليوم المجيد، يوم مولد النبى- صلّى الله عليه وسلم- فى الثانى عشر من شهر ربيع الأول. هنالك ترى المجددين والمقلدين والصوفية والسلفية والعلماء وأفراد الجمهور يلتقون جميعا معا على بقعة واحدة، وقد يكون بين نزعاتهم العقلية تنوع واسع متباين، ولكنهم جميعا وحدة متالفة فى إخلاصهم وحبهم محمدا- صلّى الله عليه وسلم-» [4] . [1] نفسه، ص 147. [2] نفسه، ص 257. [3] نفسه، ص 257- 258. [4] نفسه، ص 259.
اسم الکتاب : الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في عيون غربية منصفة المؤلف : حسين حسينى معدى الجزء : 1 صفحة : 146