اسم الکتاب : الرسول القائد المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 453
بقواته الرئيسة الى خيبر، وبهذه الحركة أوهم غطفان بأنه يريدهم وأوهم يهود خيبر بأنه لا يريدهم، فباغت الطرفين ومنع تعاونهما في قتال المسلمين.
ومن أمثلة المباغتة في الزمان غزوة بني قريظة، إذ تحرّك الرسول صلّى الله عليه وسلم إليهم في وقت لا يتوقعونه، فشلّ معنوياتهم واحتفظ هو بالمبادأة حتى نهاية المعركة.
كما أن مسير الاقتراب الذي أجراه الرسول صلّى الله عليه وسلم في غزوة خيبر بهدوء وسكينة حتى وصل موضع خيبر ليلا وأكمل تطويقها في نفس الليلة دون أن يستطيع يهود معرفة وقت وصوله وتطويقه لقصبتهم، وهذا المسير يعتبر مباغتة في الزمان.
ومن أمثلة المباغتة في الأسلوب، قتال الرسول صلّى الله عليه وسلم بأسلوب (الصف) في غزوة (بدر) الكبرى تجاه قريش التي قاتلته بأسلوب (الكرّ والفرّ) ، ومن الطبيعي أنّ أسلوب (الصف) له الأرجحيّة على أسلوب (الكر والفرّ) من الناحية العسكرية.
كما أن حفر الخندق في غزوة الأحزاب كان مباغتة في الأسلوب أيضا، لأنّ العرب لم تكن تعرف إنشاء الخنادق لغرض الحماية في الحصار.
وقد استخدم المنجنيقات والدبابات في غزوة حصار الطائف، وهذا مباغتة في الأسلوب أيضا.
إن القائد العبقري هو الذي يطبّق مبدأ المباغتة في معاركه، والرسول صلّى الله عليه وسلم قد طبّق هذا المبدأ في كل معاركه، مما كان له أعظم الأثر على نتائجها الحاسمة.
رابعا- حشد القوة [1] :
منذ نزل الوحي على رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأصبح رسول الله، وهو يعمل جاهدا، في سبيل نشر الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة؛ وانتشار الدعوة معناه ازدياد قوة المسلمين وإكمال حشدهم لاستخدام قواتهم في المكان والزمان المناسبين. [1] - حشد القوة: هو حشد أعظم قوة أدبية وبدنية ومادية واستخدامها في الزمان والمكان الجازمين.
اسم الکتاب : الرسول القائد المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 453