اسم الکتاب : الرسول القائد المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 228
التوقيت
كانت غزوة الخندق في شوال من السنة الخامسة الهجرية واستمر حصار المدينة المنورة حوالي شهرا واحدا.
قبل المعركة
1- المسلمون:
أ- قرر المسلمون البقاء في المدينة المنورة وحفروا (خندقا) عميقا يحيط بشمال المدينة ويقع بين حرّة المدينة وجبل (سلع) [1] ، لأن هذه المنطقة هي المنطقة الوحيدة المكشوفة من المناطق المحيطة بالمدينة المنورة؛ إذ أن جهات المدينة الأخرى محاطة بالبساتين الكثيفة والعوارض الطبيعية الأخرى، وذلك يحول دون إمكان إجراء القتال بقوات كبيرة في أطراف المدينة عدا الشمالية منها، حيث إنها مكشوفة كما أسلفنا؛ لذلك أشار سلمان الفارسي [2] بحفر (الخندق) في هذه المنطقة، ولم يكن حفر الخنادق للأغراض الدفاعية معروفا عند العرب من قبل.
وقسّم النبي صلّى الله عليه وسلم منطقة حفر الخندق على أصحابه: لكل عشرة منهم [1] - جبل سلع: جبل بالقرب من المدينة المنورة. أنظر معجم البلدان 5/ 107. [2] - سلمان الفارسي: يعرف بسلمان الخير، أصله من فارس، وكان اذا قيل له: ابن من أنت؟ قال: (أنا سلمان ابن الاسلام) . أول مشاهده غزوة (الخندق) وبقية المشاهد وفتوح العراق، وولي المدائن. دخل قوم على سلمان أمير المدائن وهو يعمل الخوص، فقيل له: لم تعمل هذا وأنت أمير يجري عليك رزق؟ فقال: (أحب ان آكل من عمل يدي) ، وكان اذا خرج عطاؤه تصدّق به ويأكل من عمل يده. وكان خيّرا فاضلا جدا متقشفا، وقد توفي في المدائن في خلافة عثمان بن عفان وقبره لا يزال فيها. راجع الإصابات 3/ 113 وأسد الغابة 2/ 228 والاستيعاب 2/ 634 وطبقات ابن سعد 4/ 75 و 6/ 16. والمدائن اليوم تسمى: سلمان باك، وهي قريبة من بغداد، وقبر سلمان الفارسي رضي الله عنه في مسجد كبير يزار.
اسم الکتاب : الرسول القائد المؤلف : محمود شيت خطاب الجزء : 1 صفحة : 228