الدلالات:
إن الاحتمالات التي عرضتها قريش على النبي صلّى الله عليه وسلم، ورفضها عليه الصلاة والسلام، جادت لتقطع السبيل إلى كل وسواس وتشكيك بمقصد النبي صلّى الله عليه وسلم من قيامه بالدعوة.
ومع هذا، فقد بقي البعض ممن احترف الغزو الفكري يؤثر القول بأن محمدا- صلّى الله عليه وسلم- كانت له دوافع سياسية، وكانت رغبته في السيادة والملك، وممن قال هذا القول من المستشرقين، كريمر الألماني، وفان فلوتن الهولندي.
والرد عليهم واضح جلي، من خلال قصة عتبة بن ربيعة، ومن جواب النبي صلّى الله عليه وسلم: «ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولا، وأنزل عليّ كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به، فهو حظكم في الدنيا وفي الآخرة، وإن تردوه عليّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم.