فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من هذا السائق» ؟ قالوا: عامر بن الأكوع. قال: «يرحمه الله» . قال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لولا أمتعتنا به [1] .
وكانوا يعرفون أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم لا يستغفر لإنسان يخصه إلا استشهد [2] ، وقد وقع في حرب خيبر.
2- وفي الطريق أشرف الناس على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله) فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «أربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا، إنكم تدعون سمعيا قريبا [3] .
3- وبالصهباء من أدنى خيبر صلى العصر، ثم دعا بالأزواد، فلم يؤت إلا بالسويق فأمر به فثري، فأكل وأكل الناس، ثم قام إلى المغرب، فمضمض، ومضمض الناس. ثم صلى ولم يتوضأ [4] ، ثم صلى العشاء [5] .
الجيش الإسلامي إلى أسوار خيبر:
بات المسلمون الليلة الأخيرة التي بدأ في صباحها القتال قريبا من خيبر، ولا تشعر بهم اليهود، وكان النبي صلّى الله عليه وسلم إذا أتى قوما بليل لم يقربهم حتى يصبح، فلما أصبح صلى الفجر بغلس، وركب المسلمون، فخرج أهل خيبر بمساحيهم ومكاتلهم، ولا يشعرون، بل خرجوا لأرضهم، فلما رأوا الجيش قالوا: محمد، والله محمد والخميس [6] ، ثم رجعوا هاربين إلى مدينتهم، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: «الله أكبر، خربت خيبر، الله أكبر خربت خيبر. إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين [7] .
اختيار المعسكر
وكان النبي صلّى الله عليه وسلم اختار لمعسكره منزلا، فأتاه حباب بن المنذر فقال: يا رسول الله أرأيت هذا المنزل أنزلكه الله، أم هو الرأي في الحرب؟ قال: «بل هو الرأي» ، فقال: يا رسول الله [1] صحيح البخاري باب غزوة خيبر 2/ 603، صحيح مسلم باب غزوة ذي قرد وغيرها 2/ 115. [2] نفس المصدر الأخير. [3] صحيح البخاري 2/ 605. [4] نفس المصدر 2/ 603. [5] مغازي الواقدي (غزوة خيبر ص 112) . [6] الخميس هو الجيش وسمي به لانه مقسوم إلى خمسة أقسام، النهاية 2/ 79. [7] صحيح البخاري باب غزوة خيبر 2/ 603، 604.