اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 618
وذهبوا فيما لبث أن جاء أبو معبد زوجها, فلما رأي اللبن عجب وقال: ما هذا يا أم معبد؟ أنى لك هذا والشاة عازب حبال ولا حلوب بالبيت؟ لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا، رأيت رجلا ظاهر الوضاءة حسن الخلق وسيم قسيم في عينيه دعج وفي صوته صحل أحور أكحل أزج أقرن حلو المنطق[1]، فقال هذا والله صاحب قريش لو رأيته لاتبعته ولأجتهدن أن أفعل.
قال ابن كثير: قال عبد الملك: بلغني أن أم معبد هاجرت وأسلمت ولحقت برسول الله -صلى الله عليه وسلم[2].
هكذا يستدل الأصفياء على صدق النبوة بحال النبي -صلى الله عليه وسلم- ففي اللحظة التي كان يتسابق فيها سراقة مع هواه, ويسرع من أجل أمنيته كانت أم معبد وزوجها في بحبوحة من الإخلاص والصدق وصفاء من القلب ونظافة من وسوسة الشيطان، لقد أحسا ببركة النبي -صلى الله عليه وسلم- فنطقا بهذه البركة واستدلا بها على صدق نبوته فأسلما وهاجرا.
أما سراقة فقد أخلد إلى الأرض واتبع ما وجد عليه آباءه واستمر بفرسه يجري حتى لحق بالركب النبوي الكريم.
ومرى أخرى تلتقي ثورة الأرض بجنود السماء وطغيان العقل ببركة الوحي، وينادي سراقة بن جعشم أصحاب الركب [1] راجع معاني هذه الأوصاف كتاب الشفاء ج1 ص328 شرحي: علي القاري ونسيم الرياض. [2] السيرة لابن كثير ج2 ص263, رجع الحلبية ج2 ص53.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 618