اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 614
وينطلق الركب النبوي ومعه الصديق الوفي إلى غار ثور أو جبل ثور، وتبقى سرية المخابرات الإسلامية في مكة. عبد الله بن أبي بكر يتسمع ما يقول الناس فيها نهارا ليبلغ الأخبار إليهما ليلا, وعامر بن فهيرة يرعى الغنم نهارا ثم يريحها عليهما في الغار عند المساء، وأسماء بنت أبي بكر تجهز الزاد وتذهب به في ثياب الليل الأسمر.
ولم يكن أبو بكر رفيقا مؤنسا بل كان فدائيا حبيبا إليه أن تكون روحه فداء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقد دخل الغار أولا لينظر ما فيه من حشرات وينظف منزل النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم هو يترقب الحركة والهمسة والصوت ووقع القدم وخلجات المتجسسين بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي[1].
وجاءت قريش ومعها الخبراء في اقتفاء الآثار، كرزين علقمة وسراقة بن جعشم وحكمت فلسفتهما وعبقريتهما أن آثار الأقدام انتهت إلى غار ثور, ولكنه بعد ذلك لا يدري أيمينا أم يسارا اتجه الركب، أم صعد الجبل[2].
يقول ابن كثير:
اقتفوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم, فصعدوا الجبل, فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت, فقالوا: لو دخل ههنا أحد لم يكن نسج العنكبوت على بابه[3]. [1] الحلبية ج2 ص38. [2] المواهب ج1 ص330. [3] السيرة لابن كثير ج2 ص239 راجع المواهب اللدنية ج1 ص332.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 614