اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 590
ينتظرون مقدمه عن سدرة المنتهى، حيث يكون هو وحده "عبد الله"، حيث يكون "عبده" لقد حقق هذا النبي العظيم العبودية لله, حققها قلبا وروحا.
حققها رأفة وسكينة.
حققها صفحا ودعاء.
حققها صبرا ورضا.
فما جزاء هذا عند ربه الكريم؟
أما الإمام القشيري رضي الله عنه فقد أشرق بالجواب إشراقة العارفين يقول:
إن الملك العظيم إذا أراد تخصيص أحد من عباده وولي من أوليائه أشهده من أملاكه وخزائنه ما أخفاه عن غيره ليدل بذلك على تخصيصه، كذلك الحق سبحانه وتعالى لما أراد إكرام المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أطلعه على كثير من المخلوقات ما لم يشهده غيره تخصيصا له وتشريفا, ومن ذلك أنه لما طوى الأرض فأراه مشارقها ومغاربها، كذلك أراه الملكوت والسموات والجنة والنار وما أراه تلك الليلة ليزداد به اعتبارا على اعتبار واستبصارا على استبصار[1].
إن مسألة المعراج في جوهرها عندما نلاحظ العلاقة بين الله وبين نبيه, هي كما قالها الأستاذ أبو علي الدقاق رضي الله عنه:
ليعرفه أنه لا رتبة لأحد فوق رتبته, فيكون أبلغ في باب كرامته[2]. [1] المعراج للقشيري ص69. [2] المعراج للقشيري ص70.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 590