اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 587
سيدنا أبو بكر هذه الحقيقة إلى الناس: إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه فهذا أبعد مما تعجبون منه[1].
فهو أمر لا يخرج عن حقيقة ما وعاه القلب الصادق من معنى الإيمان ومداه, ومن هنا كانت نقطة الاختبار والامتحان لمن كان له إيمان ثابت ويقين مستقر وإذعان مستسلم فأمن وصدق ورضي، وكانت نقطة الاختبار والامتحان كذلك لمن فكر وقدر وعبس ويسر وزين له سوء عمله فرآه حسنا، فاستبعد واستكبر, وحول هذا يقول ابن هشام: وكان مسراه وما ذكر عنه بلاء وتمحيص وأمر من أمر الله عز وجل في قدرته وسلطانه، فيه عبرة لأولي الألباب وهدى ورحمة وثبات لمن آمن وصدق، وكان من أمر الله سبحانه وتعالى على يقين، فأسرى به سبحانه وتعالى كيف شاء ليريه من آياته ما أراد حتى عاين، ما عاين من أمره وسلطانه العظيم وقدرته التي يصنع بها ما يريد[2].
لقد كان حادث الإسراء والمعراج امتحانا وابتلاء لغربلة الجماعة الإسلامية وتهذيبا لها من ضعاف البصيرة واليقين استعدادا للهجرة ومنهجا جديدا يستعد فيه الحق للموقف الفاصل. [1] السيرة لابن هشام ج1 ص399 الكامل في التاريخ ج2 ص56. [2] السيرة لابن هشام ج1 ص396-398.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 587