اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 58
إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إنما أعبد خالق هذه الأشياء ومخترعها ومسخرها ومقدرها ومدبرها الذي بيده ملكوت كل شيء وخالق كل شيء وربه ومليكه وإلهه"[1].
وسيان كان سيدنا إبراهيم في هذا الموقف ناظرا أو مناظرا وهو الرأي الذي ارتضاه ابن كثير فإن الحجة على العرب قائمة لأن جدهم إبراهيم قد تبرأ من عبادة ما سوى الله الذي توجه إليه بكل أقطاره.
فلئن كان ناظرا فقد توجه بالفطرة السليمة من قبل الرسالة إلى الله الحق وذلك أكثر إلزاما للقوم وأفحم لهم بالطريق الأولى.
لأنهم ينتسبون إلى رجل رفض الكواكب والأصنام بفطرته التي فطره الله عليها قبل أن يكون رسولا.
ولئن كان مناظرا فقد أقحم قومه وحدد معالم عقيدته التي جعلها في عقبه دينا لأبنائه، حنيفا مسلما، وما كان من المشركين، فهم ينتسبون إلى نبي التوحيد, فأية حجة بعد لمن ينتسب إلى هذا النبي الموحد؟ إن بالنسبة أو بالنسب ثم يدعي أن الكواكب أو ما يشابهها ملة له أو دين[2]. [1] تفسير ابن كثير ج2 ص151، راجع القرآن العظيم لفضيلة الشيخ محمد الصادق عرجون ص49. [2] من مراجع هذا البحث تفسير روح المعاني لشهاب الدين السيد محمود الآلوسي ج7 ص173، تفسير الطبري ج7 ص242، طبعة ثانية 1373هـ 1954م الحلبي.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 58