responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 491
والحق أن هذه القضية لو وجدت قاضيا يقضي بالعدل لاكتفى بسماع هذه الشهادة التي جاءت بلسان صاحبها على نفسه، ولم يطلب وراءها شهادة شاهد آخر من العقل أو النقل، ذلك أنها ليست من جنس الدعاوي فتحتاج إلى بينة, وإنما هي من نوع الإقرار الذي يؤخذ به صاحبه.
ولا يتوقف صديق ولا عدو في قبوله منه, إذ أي مصلحة للعاقل الذي يدعي لنفسه حق الزعامة, ويتحدى الناس بالأعاجيب والمعجزات لتأييد تلك الزعامة؟ نقول: أي مصلحة في أن ينسب بضاعته لغيره وينسلخ منها انسلاخا؟ على حين أنه كان يستطيع أن ينتحلها, فيزداد بها رفعة شأنه، ولو انتحلها لما وجد من البشر أحدا يعارضه ويزعمها لنفسه.
الذي نعرفه أن كثيرا من الأدباء يسطون على آثار غيرهم فيسرقونها أو يسرقون منها ما خف حمله, وغلت قيمته, وأمنت تهمته حتى إن منهم من ينبش قبور الموتى, ويلبس من أكفانهم ويخرج على قومه في زينته من تلك الأثواب المستعارة.
أما إن أحدا ينسب لغيره أنفس آثار عقله وأغلى ما تجود به قريحته فهذا ما لم يلده الدهر بعد[1].

[1] راجع النبأ العظيم ص14، 15, لقد قدم المرحوم الدكتور محمد عبد الله دراز حول هذا الموضوع دراسة أكاديمية ممتازة دافع فيها عن القرآن الكريم فجزاه الله خيرا، غير أن هذا المنهج مع امتيازه وجودته إسلاميا وعلميا, فإنه يغاير من ناحية الطريقة لا من ناحية الهدف, ولا من ناحية الموضوع الأسلوب الذي انتهجه في إبراز ثمار العهد المكي في جوها القرآني وحده.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 491
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست