responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 459
{لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} الدين الخالص, القاعدة التي تقوم عليها الحياة كلها بل يقوم عليها الوجود كله, ومن ثم ينبغي أن ترسخ وتتضح وتعلن في هذا الأسلوب الحاسم الجازم: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} .
والقلب الذي يوحد الله هو الذي يدين لله وحده لا يحني هامته لأحد سواه ولا يطلب شيئا من غيره, ولا يعتمد على أحد من خلقه فالله وحده هو الولي الحميد, وهو وحده القوي المتين وهو وحده القاهر فوق عباده، والعباد كلهم مهازيل ضعاف لا يملكون نفعا ولا ضرا ولا موتا, ولا حياة، ولا نشورا، وإذن فلا حاجة ألبتة إلى أن يحني الإنسان هامته لواحد من المخلوقات المحتاجة بالطبع إلى الله الصمد, فهو وحده المانح والمانع, وهو وحده الغني. والناس جميعا هم الفقراء إلى الله.
والقلب الذي يوحد الله يؤمن بوحدة الناموس الإلهي الذي يصرف الوجود كله, ويؤمن إذن بأن النظام الذي اختاره الله للبشر هو طرف من ذلك الناموس الواحد الذي لا تصلح حياة البشر إلا باتباعه, ومن ثم لا يختار غير ما اختاره الله, ولا يتبع إلا شريعة الله المتسقة مع نظام الوجود كله ونظام الحياة كلها.
والقلب الذي يوحد الله يدرك القرابة بينه وبين كل ما أبدعته يد الله في هذا الكون من أشياء, ويحيا في الكون بقلب يحس بيد الله في كل ما حوله فيعيش في أنس الله ورعايته, ويشعر بالتحرج أن يشرك بالله شيئا يعلمه أو لا يعلمه.

اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 459
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست