اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 45
ويشمل هذا الجو الديانة اليهودية على قلة نفوذها وضعف تأثيرها[1], والديانة المسيحية على تعقدها وغموضها وقلة خطرها وضعف جاذبيتها[2] ثم الوثنية بأصنامها ووثنها ونصبها وهي العقيدة العامة الشاملة للشعب العربي.
وهذا الجو فيه إيمان بالله غير أنه إيمان واسع مبذر في معنى إدراكه الألوهية وإيمان منحرف في توجهه بالعبادة إلى الله.
ب- ثم كان هناك جو خافت لبعض الملاحدة الذين يقولون: {مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} وأولئك يمثلون المرض الخبيث وهم حثالة تافهة لا وزن لها في نظر العلم والأخلاق[3].
وقد ذكر في الشفاء أنه على حد هذا المنطق فأولئك القوم لم يكونوا منكرين للخالق، وعبادته.
ولا يلزم من قول بعضهم حيث قالوا:
{وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} ، إن الدهر خالقهم إذ لم يقل به أحد منهم، بل أرادوا به أن طول الزمان ودورة الدوران يقتضي أن يحيا بعضنا ويموت بعضنا فنسبوا بعض الأفعال إلى الدهر[4]. [1] التاريخ الإسلامي العام دكتور علي إبراهيم حسن ص157. [2] حقائق الإسلام وأباطيل خصومه, عباس العقاد, دار القلم، ط ثالثة، ص52، 53. راجع تاريخ الإسلام, دكتور حسن إبراهيم حسن، سنة 1961، ص574، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ج1 ص1، 2، راجع الشفاء ج3 ص299، 300، شرح نسيم الرياض. [3] الإسلام والإيمان ص214. [4] شرح على القاري ج3 ص299.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 45