اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 441
والله ما برحوا يخوفونني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك, ثم أبى الله إلا أن يسمعني قولك, فسمعت قولا حسنا, فاعرض عليّ أمرك, قال: فعرض عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإسلام, وتلا عليّ القرآن فلا والله ما سمعت قولا قط أحسن منه، ولا أمرا أعدل منه، قال: فأسلمت وشهدت شهادة الحق وقلت: يا نبي الله، إني امرؤ مطاع في قومي, وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام، فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه، فقال: "اللهم اجعل له آية" [1].
وأما الجانب الإيجابي فهو: أن النضر بن الحارث كان يحاول أن يلهي شباب العرب بأنواع من الأدب والشعر والحكايات والقصص كي لا ينتبهوا إلى رواء التلاوة وجاذبية الأسرار في آيات الذكر الحكيم، فهو عمل توجيهي ثقافي إيجابي, فقد كان ينقل قصص فارس وأدبها وحكاياتها ليغري الفكر العربي بهذا اللون من المتع الأدبية حتى لا يجد في فكره ومشاعره مكانا باقيا ليشعر بلذة القرآن الكريم تلك اللذة التي وصفها كبيرهم عتبة بن ربيعة بقوله:
لقد سمعت قولا فلا والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش! أطيعوني واجعلوها بي, وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه, فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم[2].
ووصفها الارستقراطي المدلل الوليد بن المغيرة:
والله إن لقوله لحلاوة، وإن أصله لعذق، وإن فرعه لجناة. [1] السيرة لابن هشام ج1 ص22-23 ط مكتبة الكليات الأزهرية بمصر. [2] السيرة لابن هشام ج1 ص262.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 441