اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 405
وعتبة بن ربيعة يقول لقومه:
قد سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط، والله ما هو بالشعر، ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم[1].
والنضر بن الحارث وهو رأس العداء للدعوة يقول لقومه وقد أصابتهم "حيرة وتلجلج": "يا معشر قريش إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد قد كان محمد فيكم غلاما حدثا أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثا وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر، لا، والله ما هو بساحر"[2].
وقد أرسلت قريش وفدا منها إلى أحبار اليهود يسألونهم عن محمد -صلى الله عليه وسلم- لقد بعثوا وفدا مكونا من عضوية النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط, وكلاهما يكن للدعوة والداعية بغضا وكرها ويريد بجدع الأنف أن يصل إليهما بسوء, وسألا أحبار اليهود, فقالوا لهم: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن فإن أخبركم بهن, فهو نبي مرسل, وإن لم يفعل فالرجل متقول, فروا فيه رأيكم.
سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان أمرهم، فإنه قد كان لهم حديث عجيب. [1] السيرة لابن هشام ج1 ص294. [2] السيرة لابن هشام ج1 ص300-308, راجع الحلبية ج1 ص347.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 405