اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 403
وهذا هو ما نفته الآيات البينات: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} .
ولم ترسل الآيات لتحمل الناس على الإيمان وإنما ترسل كما قال الله جل شأنه: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} .
على أن القوم كانوا لا يكذبون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا يعتقدون في قرارة أنفسهم أنه ليس رسولا, فلقد كانوا يقولون إذا مر عليهم: إن غلام بني هاشم هذا ليكلم من السماء, فكانوا على ذلك حتى عاب آلهتهم التي كانوا يعبدون, وذكر هلاك آبائهم الذين ماتوا كفارا, فغضبوا لذلك وعادوه[1].
فالقوم ليسوا في حاجة إلى معجزة مادية وخارقة تخسف بهم الأرض حتى يصدقوا ويؤمنوا، فإنهم ليعرفونه نبيا رسولا كما يعرفون أنفسهم وأولادهم, ولكنهم مهاترون مكابرون, وصدق الله العلي العظيم:
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [2]. [1] الدرر ص 38، السيرة لابن هشام ج1 ص364، تاريخ الطبري ج2 ص322، الطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص199، المواهب ج1 ص248. [2] الآية رقم 33 من سورة الأنعام.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 403