اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 374
وفي الحلبية أن عقبة بن أبي معيط وطئ على رقبته -صلى الله عليه وسلم- وهو ساجد حتى كادت عيناه تبرزان، ومرة وضع ثوبا على عنقه وخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر -رضي الله تعالى عنه- وأخذ بمنكبيه ودفعه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟ 1
ويستمر عقبة بن أبي معيط في أفعاله الصبيانية فيبصق في وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- استجابة لرغبة صديقه اللدود أبي بن خلف لما بلغه أن عقبة نطق بشهادة التوحيد إرضاء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وليمة كان أعدها عقبة إثر عودته من سفر ودعا إليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ورفض الرسول أن يأكل منها حتى يسلم, فلما بلغ ذلك أبي بن خلف، قال له: وجهي من وجهك حرام إن لم تأته فتتفل في وجهه ففعل عقبة فأنزل الله تعالى فيه: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} [2].
قال في الحلبية: قال الضحاك: لما بزق عقبة لم تصل البزقة إلى وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- بل وصلت إلى وجهه هو كشهاب نار, فاحترق مكانها وكان أثر الحرق في وجهه إلى الموت[3].
وكانت أم جميل "أروى بنت حرب بن أمية" زوجة أبي جهل وهي سيدة من كبار بيوتات قريش أخت أبي سفيان بن حرب من
1 الحلبية ج1 ص330, فتح الباري ج8 ص168، السيرة لابن كثير ج1 ص470، المواهب ج1 ص251. [2] ابن هشام ج1 ص361, أسباب النزول للواحدي ص347. [3] الحلبية ج1 ص353، 354.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 374