اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 337
يقول الأستاذ محمد شديد:
إن الذين هاجروا جميعا إلى الحبشة كانوا جميعا من ذوي القوة والمنعة الذين كان لهم من عصبتهم ما يدفع الأذى عنهم إلى حد كبير[1]، أما الموالي المستضعفون الذين كانوا يتلقون معظم التعذيب, فلم يهاجر منهم أحد, وظلوا في مكة حتى نهاية العهد, وقد كانوا أحق بالهجرة والنجاة. فلماذا هاجر الأقوياء وبقي المستضعفون إن كان الفرار هو الهدف من الهجرة؟ ولماذا هاجرت نساء من بين أشراف قريش, ولم تتعرض إحداهن لأذى أو فتنة؟
ولماذا هاجر أبو موسى الأشعري ومؤمنو اليمن, ولحقوا بإخوانهم بالحبشة، وقد كانوا بعيدا عن مكان المعركة؟ ولماذا بقي معظم المهاجرين بالحبشة ومعهم جعفر حتى السنة السابعة من الهجرة بعد أن أصبح[2] للإسلام دولة قوية في المدينة وقويت فيها شوكة المسلمين؟
أما جوابي: فقد كانت تلك جهود في تبليغ الدعوة على صعيدها العالمي الطبيعي، بل إن محاولة قريش استرداد المهاجرين هو نفسه دليل على ما أدركوه من إمكان انتشار الإسلام بهذه الهجرة في الحبشة, وخوفهم من بناء قاعدة إسلامية تناهض القرشيين في مكة وإلا فهجرة [1] الكامل في التاريخ ج2 ص660. [2] الجهاد في الإسلام ص47، يثبت ابن عبد البر الهجرة لأبي موسى بطريق المصادفة, فيروي أنه كان يريد المدينة, ولكن الريح رمت سفينتهم إلى الحبشة, فاستقر فيها حتى هاجر مع سيدنا جعفر، راجع الدرر ص54.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 337