اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 249
نديا رخيا أخاذا بالنفس, والمشاعر والوجدان يعلم الداعية في كل زمن كيف يكظم غيظه، ويعفو عن قومه ويدعو ربه:
"اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين! أنت رب المستضعفين، وأنت ربي, إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب, فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات, وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك, أو يحل علي سخطك, لك العتبى حتى ترضى, ولا حول ولا قوة إلا بك" [1].
وحق لملك الجبال أن يقول للنبي -صلى الله عليه وسلم: أنت كما سماك ربك رءوف رحيم[2].
وصدق صاحب الهمزية:
جهلت قومه عليه فأغضى ... وأخو الحلم دأبه الإغضاء
وسع العالمين علما وحلما ... فهو بحر لم تعيه الأعياء
ولم يكن ذلك في مكة فقط, وهي موضوع الحديث والدراسة، بل إن هذا المنهج استمر مع الدعوة في كل ظروفها يخلصها لله, ويجعل [1] السيرة لابن هشام ج1 ص420، تاريخ الطبري ج2 ص345. [2] الحلبية ج1 ص396.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 249