responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 247
شهادة رائعة الدلالة على أن الإسلام ما يرجو للبشرية إلا خيرا يحقق لها السعادة والأمن والتكريم[1].
ولم يكن ذلك الحلم مرة واحدة لقد كان منهجا في أسلوب العمل للدعوة, لقد ذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وهي دعوة صريحة في احترام الإنسان نفسه وتوقيره لذاته أن يتوجه بالعبادة إلى الله الحق الذي يملك السموات والأرض، وترفع الإنسان عن الانحطاط الذي يزاوله بالسجود إلى حجر أو خشب صنعه بيده، ثم هو لا يملك لنفسه قطميرا من خير أو شر، وهي دعوة تتفق مع العقل العادي الذي يفكر تفكيرا عاديا مستقيما، وكذلك هي دعوة إلى الحق فيما كان عليه الآباء الأطهار سالفا قبل الانحراف الذي جره عمرو بن لحي[2], ولكن القوم آذوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصورة شنيعة قاسية لا تتفق مع الواجبات الأخلاقية لضيف أو قريب أو عابر سبيل.
لقد سلطوا عليه سفهاءهم وعبيدهم, فجعلوا يسبونه, ويصيحون به, ويرضخونه بالحجارة حتى أدموا رجليه, وهم يضحكون.
السلوك العادي هنا أن تنفجر النفس غيظا وحنقا, وأن يود الإنسان أن لو كان معه قوة السماء والأرض لينتصر لنفسه من هذه الأهزوءة

[1] راجع القصة في السيرة لابن هشام ج1 ص295, السيرة لابن كثير ج1 ص504، 505, المواهب اللدنية ج1 ص256, السيرة الحلبية ج1 ص239, الوفا ج1 ص201, الخصائص الكبرى ج1 ص283، 284.
[2] الحلبية ج1 ص11.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست