responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 237
قال: فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت على أن لا أسمع منه شيئا, ولا أكلمه حتى حشوت في أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفا فرقا من أن يبلغني شيء من قوله, فغدوت إلى المسجد, فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم يصلي عند الكعبة, فقمت قريبا منه, فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله, فسمعت كلاما حسنا, فقلت في نفسي: إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى علي الحسن من القبيح فما يمنعني من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول؟
فإن كان الذي يأتي به حسنا قبلت, وإن كان قبيحا تركت, فمكثت حتى انصرف إلى بيته فتبعته, فقلت: إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا, فاعرض علي أمرك فعرض علي الإسلام, وتلا القرآن, فلا والله ما سمعت قولا قط أحسن منه, ولا أمرا أعدل منه, فأسلمت[1].
لقد اختار القوم كلمة السحر كدعاية مشوهة، ولكن الاستقطاب الذي نشرته الدعوة كان له جاذبية أقوى، فانشد الطفيل على الرغم مما قالوه عنده وانجذب إلى معرفة الحق الذي جاء به سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فلما سمع وهو رجل لبيب شاعر لا يغيب عنه تمييز الحق من الباطل أسلم, وكان إسلامه خيرا عميما على الإسلام.

[1] الخصائص ج1 ص336, الحلبية ج1 ص403، الوفاء ج1 ص204، 205, السيرة لابن كثير ج2 ص72، 73.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست