اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 226
هو ربك الذي خلق فسوى, وقدر فهدى, فيشاهد السامع كأنما الآي تنبثق عن مدلولاتها في التماع لآلاء مشرق تتجلى للحواس والقلب والعقل في بهاء أخاذ يبلغ آفاق الروعة.
واللفظ القرآني في آيه قوي الدلالة على كل ما تزخر به الحقيقة الأصيلة في عقيدة الإسلام.
ها هو ذا المرء يقف أمام الخارقة المعجزة التي تقع في كل لحظة من الليل ومن النهار، إنها خارقة انبثاق الحياة النابضة من هذه المواد الهامدة.
{فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى} لا ندري كيف ينبثق؟ ولا ندري من أين جاءت؟ اللهم إلا إنها من عند الله وانبثقت بقدرته.
وها هو ذا المرء يقف أمام دورة الفلك العجيب الدائبة السرمدية الدقيقة {فَالِقُ الإِصْبَاحَ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا} .
ويقف كذلك أمام نشأة الحياة في النبات ويشاهد من التدفق النوراني للآيات, يشاهد الأمطار الهاطلة والزروع النامية, وأثماره اليانعة تحشد له الحياة حشدا ليتأمل, ويشاهد ليعي الحس المتحفز, والقلب المتفتح.
وكأنما الوجود يرى لأول مرة حيا شابا مزهرا معطرا متحركا تدب أوصاله الحركة, ينطق بذاته عن وحدة خالقه, دالا بآياته على انفراده جل شأنه بالربوبية والملك والتدبير.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 226