اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 21
وما تداعت أركان ملة بعد قيامها ولا درست رسوم طريقة بعد ارتفاع أعلامها، ولا تلاشت نزعة من النزعات بعد إحكامها إلا بترك الدعوة، فالدعوة حياة كل أمر عام تدعى إليه الأمم والشعوب, سواء أكان الأمر حقا أم باطلا"[1].
ففي كلام الشيخ -رحمه الله تعالى- محاولة لتوضيح بعض مفهوم الدعوة كحركة تنفيذ وتطبيق للمبادئ المنشودة مطلقا، فهي ظلال عامة لجزء من مفهوم الدعوة بإطلاقها العام، وليس في كلامه بيان عن حقيقة التعريف الذي يجلي مفهوم الدعوة الإسلامية كاصطلاح, وكل ما في كلامه توضيح اتجاه حول مفهوم الدعوة بالنسبة لمبدأ ما كحركة حياة له.
وعلى كل حال فإن الشيخ -رحمه الله- قد فتح لنا الطريق وأعطانا إشارة للتفرقة بين الدعوة كحركة بناء لمبدأ ما وبين المبدأ كفكرة تحتاج إلى هذا البناء.
وإذن:
فإن مفهوم الدعوة غير مفهوم الدين، إذ الدعوة كما يذكر النص السالف: "حياة الأديان"، إنها حركة التبليغ لمبدأ ما، حقا كان أو باطلا "والمبادئ لا يقوم صرحها إلا بالدعوة".
فالدعوة بالنسبة للدين أو للمبدأ عملية إبراز لوجوده وتنفيذه في الواقع الحي الملموس. [1] هداية المرشدين ص14.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 21