اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 202
فهددته, لا تأكل ولا تشرب حتى يكفر ويرتد, وإلا ماتت فعير بها, فيقول لها:
تعلمين والله يا أمه، لو كان لك مائة نفس تخرج نفسا نفسا ما تركت دين هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- فكلي إن شئت أو لا تأكلي، فأكلت[1].
لقد كان روحانية سعد أكبر من تقاليد المجتمع وروحانية المعاني القديمة للأسرة, لقد تزيا قلبه بثوب قشيب من الإيمان, فخلع رداء المعادات الأسرية وبات كلام أمه:
"لا أقرب طعاما ولا شرابا حتى أموت وتعيرك العرب بأنك قاتل أمك" سفسطة لا معنى لها، وبات كذلك رأي المجتمع في مفهوم آصرة القرابة فارغا من معنى الحق ما لم يقم على أساس العقيدة والإيمان.
ولقد بلغت الحماسة الدينية بسعد هذا أن كان أول من أراق دما في الإسلام ففي تاريخ الطبري:
فبينا سعد بن أبي وقاص في نفر من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في شعب من شعاب مكة إذ ظهر عليهم نفر من المشركين, وهم يصلون, فناكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون، حتى قاتلوهم, فضرب سعد بن أبي وقاص يومئذ رجلا من المشركين بلحي جمل فشجه فكان أول دم أهريق في الإسلام[2]. [1] الحلبية ج1 ص312-313، أسباب النزول للواحدي ص356-357، تفسير روح المعاني ج19 ص139. [2] تاريخ الطبري ج2 ص318، الحلبية ج1 ص319.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 202